نقيب الصحفيين اللبنانيين: ننتظر من «القاهرة الإخبارية» إعادة تجديد الخطاب الإعلامي العربي
الشركة المتحدة مؤسسة لديها الإمكانيات والقدرات.. ولها دور وحضور قويان
نقيب الصحفيين اللبنانيين يتحدث لـ«الوطن»
قال الكاتب الصحفى جوزيف القصيفى، نقيب الصحفيين اللبنانيين، إن الصحفى العربى والصحافة العربية «الورقية» بشكل عام، واللبنانية على وجه الخصوص، تواجه العديد من التحديات التى تهدد بقاءها، ما بين تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية أثرت على مدى موضوعية هذه الصحف، مما تسبب فى إغلاق عدد من المؤسسات فى لبنان بينما يصارع الباقى مع هذه التحديات. وأشار فى حوار لـ«الوطن» إلى أنه يرحب بقناة «القاهرة الإخبارية»، موضحاً أنه ينتظر منها سرعة نقل الخبر، وأن تكون على قدر عالٍ من الاحتراف والمسئولية.
كيف ترى وضع الصحافة العربية؟
- وضع الصحفى العربى ليس على ما يرام، فهناك تحديات سياسية وأخلاقية واقتصادية، وكلها تتداخل وتتراكم، وتأتى جائحة كورونا وتتحد كل هذه العوامل لتزيد من أزمة الصحافة.
وماذا عن وضع الصحافة اللبنانية؟
- الصحافة اللبنانية أصيبت كثيراً، فالصحافة اللبنانية الورقية تكاد تندثر أو هى فى طريقها للاندثار، وهى كانت من أهم الصحف الصادرة فى الوطن العربى، وقامت بدور كبير فى تطوير المهنة، وفى إطلاق ثقافة الحرية والتنوع وقبول الآخر، والإضاءة على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والإشكاليات الثقافية فى هذا الوطن، وكانت مدرسة قائمة بحد ذاتها، للأسف اليوم هى فى تراجع كبير.
جوزيف القصيفي: الصحافة الورقية تواجه تحديات سياسية ومادية.. ومؤسسات لبنانية أُغلقت
كيف انعكس الوضع السياسى فى لبنان على صحافتها؟
- بطبيعة الحال نحن أصبحنا اليوم فى حاجة إلى صحافة موضوعية، صحافة تسلط الضوء على المشكلات والتعقيدات التى تعيشها الدولة اللبنانية بصورة موضوعية، لكن الانقسامات والتجاذبات ذات الطابع السياسى، وأحياناً ذات المنحى الطائفى المذهبى، والتصدعات الاجتماعية، ألقت بظلالها، وأرخت بثقلها على الصحافة فى لبنان، فلم تعد قادرة على أن تؤدى الدور الموضوعى المطلوب.
هل هناك صحف أغلقت مؤخراً فى لبنان؟
- طبعاً، هناك العديد من الصحف أغلقت، وصحف أخرى كـ«النهار» عانت صعوبات كبيرة مادية، وتمكنت بعد جهد جهيد من الثبات والوقوف مجدداً، فى حين أن هناك مؤسسات صحفية عريقة قد أقفلت، أبرزها جريدة «السفير» وجريدة «الأنوار»، وهناك صحف مؤسسات دار «ألف ليلة وليلة»، إضافة إلى العدد الكثير من الصحف الأقل شأناً التى توقفت عن الصدور، وأيضاً مجلات عربية وأجنبية عريقة ما كان أحد يتصور أنها سوف تغلق، وأغلقت بسبب الناحية المادية، وساهم بقدر كبير فى هذا الموضوع فيما بعد جائحة كورونا، والتى قضت على أى أمل فى إمكان إعادة إنتاج هذه المؤسسات.
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى مصر أعلنت إطلاق قناة «القاهرة الإخبارية».. كيف ترى هذه الخطوة؟
- إذا قررت الشركة أن تطلق هذه القناة، فأنا أرحب بذلك، كونها توفر فرص عمل لزملاء وزميلات عديدين، وكونها ستكون نتاج مؤسسة لها دورها وحضورها، ولها إمكاناتها وقدراتها.
ماذا تنتظر من قناة «القاهرة الإخبارية» عربياً وإقليمياً؟
- أنا أنتظر منها أن تكون مؤسسة قائمة وفاعلة وحاضرة، وأن تكون مؤسسة على قدر عالٍ من الاحتراف والمسئولية والإحاطة، وأن تكون حاضرة على مدار ثوانٍ، وليس على مدار ساعة.. فى نقل الخبر والمعلومة، وفى تقديم أى شىء جديد، وخدمة القضايا العربية، فيجب أن تكون لهذه المؤسسة رسالة قد تسهم فى إعادة تجديد الخطاب الإعلامى النهضوى الحضارى العربى.
الموضوعية والدقة
لا شك أن منسوب الاستقطاب فى الصحافة اللبنانية أصبح مرتفعاً عن ذى قبل، هناك محاولات لبعض الصحف ولبعض المؤسسات أن تكون موضوعية، قدر الإمكان، ولكن هذه المحاولات دائماً تصطدم بواقع أقوى منها.