الأيدي الناعمة تحصد دوار الشمس في الشرقية: الرزق يحب الخفية
حصاد دوار الشمس في الشرقية
مع بزوغ شمس النهار، تتوافد السيدات العاملات على الحقول الزراعية لمزاولة عملهن في نشاط وهمة، ينتشرن وسط الزراعات، وتمتزج ابتسامتهن مع أشعة الشمس، لتنير وجههن، رغم تجاعيد الشقاء التي طبعها الزمن على ملامحهن.
سيدات يحصدن دوار الشمس في حقول الشرقية
وسط حقول دوار الشمس تقف السيدات، يقطعن الأقراص وتحيط بهن الأوراق الخضراء المنبثقة من عيدان المحصول، تضيف منظرًا بديعًا، يخفف النظر إليه من شقائهن.
بسمة إبراهيم، 32 عامًا، واحدة من السيدات العاملات في الحقول الزراعية، تشير إلى عاملة زراعية باليومية، أنها تعمل في حصاد دوار الشمس فترة تتراوح بين7 و8 ساعات يوميًا، تبدأ عملها في الساعة السادسة صباحًا، مشيرة إلى أنها تعمل منذ كان عمرها 15 عاما وحتى الآن، لمساعدة أسرتها على تحمل نفقات المعيشة، وخاصة بعد زواجها.
دوار الشمس يبعث السعادة والراحة
وحول عملها في حصاد محصول دوار الشمس، قالت «هذا المحصول من أحب المحاصيل إلى قلبي، بمجرد النظر إليه يبعث الراحة والسعادة في النفس»، لافتة إلى أنه أسهل المحاصيل التي تشارك في جمعها.
طريقة حصاد دوار الشمس
على مقربة من «بسمة»، وقفت سامية السيد، 46 عامًا، تتابع عملها في حصاد دوار الشمس، تشرح بعين خبير طريقة حصاده قائلة إن عملهن في حصاد محصول دوار الشمس ينقسم إلى عدة مراحل، إذ ينتظمون في خطوط ويقومون بتقطيع أقراص دوار الشمس مستخدمين «شرارة أو منجل»، ويقمن بجمع الأقراص وجمعها بجوار بعضها، وتركها بعد ذلك في الأرض لمدة 3 أيام متتالية، ليقمن بتفريغ القرص، وفي النهاية التعبئة استعدادا لبيعه للتجار.
إقبال المزارعين على زراعة دوار الشمس
وفي السياق نفسه قال صابر محمد فهمي فرحات، مدير الإدارة الزراعية في ديرب نجم، إنّ المزارعين بدأوا يتوسعون في زراعة محصول دوار الشمس، لافتًا إلى أن إجمالي المساحة المنزرعة بمحصول دوار الشمس في ديرب نجم هذا العام بلغت نحو 48 فدانًا.
وأضاف أن الزراعات كانت محدودة في السابق، والبعض يكتفي بزراعته أمام منزله، مرجعًا سبب إقبال المزارعين على زراعة هذا المحصول منذ حوالي عامين، لانتشار الوعي بأهميته، وسهولة زراعته، وإنتاجيته العالية، ما يدر دخلا جيدا على المزارعين.
وأضاف، دوار الشمس يتم زراعته على مرحلتين، بداية من منتصف شهر أبريل يتم زراعة العروة الأولى، ومدة بقاء المحصول في الأرض 3 أشهر وتبلغ متوسط إنتاجيتة العروة الأولى من طن و200 كيلو إلى طن و500 كيلو للفدان، والعروة الثانية تبلغ الإنتاجية من 800 ل 1200 كيلو.
وأشار إلى أن دوار الشمس من المحاصيل الزيتية، ويعتبر مصدرا مهما للحصول على زيت الطعام الذي يعد سلعة استراتيجية، كما يعد مصدرا للب التسالي، لافتا إلى أنه ما يحدد نوعية المحصول زيت أو لب يعود إلى نوعية التقاوي.