الدور المجتمعي للبابا تواضروس.. تأسيس مكتب بابوي لإنشاء المدارس والمستشفيات لخدمة المصريين
البابا تواضروس خلال وضع حجر أساس مستشفى كيمي الطبية
بالتزامن مع العيد العاشر لتجليس البابا تواضروس الثانى على الكرسى البابوى، اختتم المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، سيميناره السنوى الذى عقد بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، لمدة أربعة أيام وتناول موضوع «الدور المجتمعى للكنيسة القبطية»، بمشاركة مائة وخمسة من أعضاء المجمع المقدس، حيث شدد الباباً على أن الدور المجتمعى للكنيسة مهم جداً ويأتى فى المرتبة التالية مباشرة للدور الروحى، الذى هو إعداد الإنسان للسماء، كما أكد مساندة الكنيسة لجهود الدولة فى المشروعات التنموية من منطلق المحبة العملية، ولدعم مبادئ التعايش المجتمعى، مع ضرورة أن تتميز المشروعات الخدمية بالدقة والإبداع والضمير الصالح.
لم يكن هذا السيمينار إلا محاولة من البابا لنقل فكره للخدمة المجتمعية التى لا تفرق بين المسيحيين والمسلمين فى مصر، ونهجه الذى اتبعه منذ أن كان أسقفاً واستمر معه بعد وصوله إلى الكرسى البابوى.
ولم يكتف «البابا تواضروس» بدعم ومساندة المشاريع القومية التى تتبناها الدولة خلال السنوات الماضية، عبر التصريحات والكلمات المشجعة والمبشرة بالمستقبل الواعد للدولة، بل انطلقت الكنيسة تأخذ من «أموال الرب» التى نذرها الأقباط من تبرعاتهم وعشورهم، لتمنحها إلى تلك المشروعات، كمساندة منها فى طريق البناء.
البابا يدعو رجال الكنيسة إلى التأكيد على مساندة جهود الدولة في المشروعات التنموية
فزار البابا على رأس وفد كنسى كبير مشروع قناة السويس الجديدة فى 2015م، حيث أعلن عن تبرع الكنيسة للدولة بمليون جنيه، معتبراً تبرعه بمثابة «تأكيد على مباركة الكنيسة وأقباط مصر لهذا المشروع الكبير الذى يهدف لتحقيق طفرة تنموية، رغم جميع المخاطر التى تشهدها البلاد من محاولات قوية للنيل منها». وأطلقت الكنيسة مبادرة «مصر عظيمة»، لتشجيع الأقباط بالداخل والخارج على زيارة الأماكن السياحية فى مصر، عقب سقوط الطائرة الروسية بسيناء، بل ذهب البابا إلى وادى الملوك فى الأقصر، ووجّه رسالة لأقباط مصر والعالم مفادها أن مصر آمنة، ودعاهم لزيارتها والاستمتاع بآثارها. وفى 2016م، أعلن البابا موافقته على بناء مستشفى لخدمة أبناء محافظة مطروح، فوق قطعة أرض تملكها الكنيسة وأعلن تخصيص مليون جنيه أخرى للبدء بإنشاء المستشفى الذى حمل اسم «المحبة الوطنية».
وبعد بدء الدولة خطة الإصلاح الاقتصادى فى 2016م، دعا البابا كافة أبناء الوطن بالداخل والخارج للمشاركة فى دعم الاقتصاد بكافة المجالات، والمشاركة فى شهادات «بلادى» الدولارية، مؤكداً أهمية العمل الإيجابى ومساندة القيادة السياسية فى تلك المرحلة الحرجة.
ومن العاصمة الروسية موسكو، أعلن البابا فى 2017م، خلال حفل تسلمه جائزة «تعزيز الوحدة بين الأرثوذكس»، من المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية فى روسيا، تبرعه بقيمة الجائزة لمسجد وكنيسة العاصمة الإدارية.
وأنشأ البابا المكتب البابوى للمشروعات، واختص دوره بالتوسع فى إقامة المدارس والمستشفيات بكل أنحاء الجمهورية، وأعلن المكتب عن إطلاق مشروع «صحتى»، عبر شراكة مع مؤسسة «سان مارك» القبطية للرعاية بالمملكة المتحدة، بهدف تطوير وتوفير أعلى مستويات الخدمات الطبية، عبر إنشاء أو إعادة استخدام مبانٍ قائمة بـ«الإيبارشيات»، وتحويلها إلى مستشفيات ومراكز طبية، وتجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية.
كما أطلقت الكنيسة مشروعاً طموحاً لبناء مدارس فى كل محافظات الجمهورية، الذى يحمل عنوان «عيون مصر»، ويقوم على تنفيذه المكتب البابوى للمشروعات.
وافتتحت الكنيسة مدرسة اللاجئين السودانيين بالقاهرة، وهى مدرسة المجتمع الأفريقى للتعليم الابتدائى والثانوى وذلك فى يوليو 2014، والمقامة فى منطقة كيلو 4.5 فى مدينة نصر.
كذلك تم افتتاح «مركز عيون مصر لإبداع الأطفال» فى المناطق الفقيرة، وقد تم إنشاء أول هذه المراكز فى منطقة الشرابية بالقاهرة عام 2018م، كما افتتح المكتب البابوى للمشروعات، معهد قيثارة للموسيقى، وهى منظمة تدريب مهنية فى مجال الفنون والموسيقى.
وفى عيد ميلاده الـ67 فى 2019م، شهد البابا وضع حجر الأساس لمستشفى كيمى بمدينة العبور، كما افتتح أكاديمية كيمى الطبية بمدينة العبور، وهى تضم مركزاً تدريبياً للأطباء وأطقم التمريض، وتم توقيع بروتوكول بينها وبين كلية الجراحين الملكية البريطانية.
مساهمة الكنيسة ماليا في تجديد مبنى معهد الأورام عقب تعرضه لحادث إرهابي
وفى 2019م، أعلن البابا مساهمة الكنيسة مالياً فى تجديد مبنى معهد الأورام، عقب تعرضه لحادث إرهابى، جنباً إلى جنب مع كل المؤسسات والأفراد التى ساهمت للغرض ذاته.
ولمساعدة الدولة فى مواجهة تفشى فيروس كورونا المستجد عام 2020م، أعلنت الكنيسة عن تبرعها بـ3 ملايين جنيه لصندوق «تحيا مصر»، وذلك للمساهمة فى شراء أجهزة التنفس الصناعى، كما جرى توجيه مشاغل الخياطة بالإيبارشيات للمساهمة فى إعداد الملابس الطبية ومستلزماتها، التى تحتاجها الطواقم الصحية فى عملها الوطنى. وطالبت الكاتدرائية الكنائس القادرة بالمساهمة فى توفير المطهرات وأدوات التعقيم للأماكن المحتاجة.