«الواحي» أقدم تجار الحسين: أبيع علاج القلوب.. وأجري «عند الله» (فيديو)
«الكهرمان» الأغلى.. و«الكوك» و«اليسر» الأكثر انتشاراً
«نصر الواحى» أقدم تاجر سبح فى الحسين
ما إن تطأ قدماك أعتاب المحل، تشعر كأنّك انعزلت في عالم من السبح المختلفة، حبّات يربطها خيط طويل، تُشعل بداخلك المحبّة الإلهية، وتزيد الاشتياق لاقتناء أنواعها الغالية، التي تزين أرجاء محل «نصر الواحي»، أقدم تجار السبح بمنطقة الحسين، الذي ورث المهنة عن والده وتمسّك بها.
كان «نصر» طفلا صغيرا لم يتعدَّ عمره السادسة حين اصطحبه والده إلى ورشته المتخصصة في صناعة السبح بمنطقة الدرّاسة، التقط منه سر صناعتها وازداد تعلقا بأسرارها، واتجه للعمل بها: «باخد على كل سبحة اشتغلت فيها أجر من ربنا».
أنواع لا حصر لها من السبح يصنعها «نصر» ويبيعها، لكل واحدة سرُّها الخاص: «السبحة من النوع اليُسر بتتكون من الشعب المرجانية بالبحر الأحمر، والسبحة اللي من العظم بتكون من عظمة فخذ الجمل، والسبحة الكوك من الخشب الطبيعي»، بحسب التاجر الستيني.
تتعدد الأنواع ويختلف تأثير كل منها، بحسب ما يعتقده البعض: «السبح معظمها مصنوع من مواد طبيعية، وبيكون لها تأثير على الجسم»، ووفقا لاعتقادات رواها «نصر»، فإنّ السبحة الكوك تزيل الطاقة السلبية من الجسم.
أسعار السبح.. تبدأ من 1.5 جنيه حتى آلاف الجنيهات
يواصل «نصر» حديثه عن أسرار السبح، منتقلا إلى «اليٌسر»: «الناس بتتبارك بيها، بتيسر الأمور، وبتمد الجسم بطاقة عالية من الروحانيات».
من 1.5 حتى آلاف الجنيهات، تختلف أسعار السبح، ولكل فئة زبائنها، لكن تبقى السبحة الكهرمان هي الأغلى، إذ يصل الجرام إلى 500 جنيه، وفقا لـ«نصر»: «فيه ناس بتكون عاوزة تسبّح بس مش فارق معاها أنواع السبح، وناس بتحب تقتنيها وبتفضّل الأنواع الغالية المطعّمة بالفضة والذهب».
يعيش «نصر» في «بحر من السبح» بحسب وصفه، يزداد عشقه بأسرارها، ويحمل بين يديه أنواعها المتعددة، وتبقى الأقرب لقلبه سبحة الزيتون: «مصنوعة من شجرة ربنا أقسم بيها في كتابه».