«سبح» من كوك وأبنوس وزيتون.. خامات عظيمة و«الذِّكْر» أعظم (فيديو)
«محمد»: مصر بلا منافس في الصناعة ونصدِّر للخليج
محمد نصر - صاحب ورشة لصناعة السبح في الحسين
على بعد خطوات معدودة من مسجد سيدنا الحسين، يتجه «محمد نصر» يوميا قاصدا ورشة صناعة السبح، لممارسة المهنة التي تربى على حبّها منذ الصغر، وتوارثها عن عائلته، وازداد تعلقا بأسرارها الربانية، يراها تزيده بالحب الإلهي، وتُكسبه مهارة الشغل اليدوي.
من العصر حتى منتصف الليل، يلزم الرجل الأربعيني ورشته، يبدأ روتينه المعتاد بالتأكد من وجود الخامات اللازمة لصناعة السبح، ثم يوزّع المهام على العاملين معه.
«كوك، وأبنوس، وزيتون وعظم».. وغيرها من المواد الطبيعية التي تصنع منها حبات السبحة، ولكل منها محبوها ومريدوها، وليس على «محمد» سوى التنفيذ، الذي يبدأ بتقسيم الخامة حسب شكل الحبة.
«محمد»: أغرب سبحة صنعتها كانت من العاج بحجم كرة البلياردو
رغم تشابه مراحل صناعة السبحة، لكن يبقى لحاملها متطلباته الخاصة، وعن أغرب القطع التي صنعها «محمد»، يقول: «كانت من خامة العاج، وحجم الحبة 30 ملم، وتشبه كرة البلياردو، ووصل طول الشاهد إلى 50 سم».
«مصر ملهاش منافس في صناعة السبحة».. بحسب «محمد»، يقول: «جدي كان بيقطع الخرز بالمخرطة القوس»، لتحل محلها الآلات الكهربائية المخصصة لكل مرحلة، ما ساعد على الإنتاج السريع والحفاظ على القيمة الجمالية: «إحنا تقريبا الدولة الوحيدة اللي بتصدر السبح للسعودية والخليج».
مضت أكثر من 30 سنة، وما زال «محمد» يتذكر أول سبحة صنع حبّاتها بيديه: «كان شكلها حلو، وأخدها منِّي حد قريبي»، مؤكدا تمسّكه بمهنته المتوارثة.