مواطنة أسيوطية: «أبويا حرمني أنا وإخواتي من التعليم علشان مخلِّفش صبيان»
قررت عدم تزويج بناتي قبل العشرين
حميدة حسن
«أبويا عاقب أمى إنها ما خلفتش صبيان، وحرمنا كلنا من التعليم، كان نفسى أتعلم أنا وأخواتى، وأعرف أكتب اسمى، أمى خلفت 7 بنات، وجوزونى أنا وأخواتى بدرى من غير ما ياخدوا رأينا، وده سبب لنا مشكلات كتيرة زى الفقر والزواج فى بيت عيلة، أنا شيلت مسئولية زوجى وأهله بدرى وأنا عيلة صغيرة» ، هذا ما بدأت به «حميدة حسن» ذات الأربعين عاماً حديثها لـ«الوطن».
تقول «حميدة»: بعض الأهالى فى معظم القرى يعاقبون بناتهن بالحرمان من التعليم، لمجرد أنهن وُلدن إناثاً، مشيرة إلى أنها قررت أن تعلم بناتها، حتى يصبحن فى وضع أفضل مما هى عليه الآن، لافتة إلى أنها أيضاً لم تزوج ابنتها إلا بعد أن تجاوزت الـ20 عاماً، بعد أن اختارت شريك حياتها بمحض إرادتها دون تدخل منها، وحتى تستطيع أن تكون سعيدة فى بيتها ومع أولادها.
حكايات كثيرة داخل أرجاء قرية «الزرابى بمحافظة أسيوط» التى انطلقت منها حملة التضامن لمناهضة العنف ضد المرأة، روت عنها «حميدة» التى تعد إحدى مستفيدات الدعم النقدى «تكافل وكرامة»، مشيرة إلى أن هناك أهالى يزوجون بناتهم عرفياً قبل إتمام السن القانونية 18 سنة، وعند الإنجاب يُكتب الأبناء باسم والد الزوجة، قائلة: «البنت وابنها بيبقوا إخوات فى الورق»، وبنات كتيرة اتظلمت فى الموضوع ده وحقها بيضيع بسبب الزواج المبكر.
أشارت «حميدة» إلى أن الحملات المكثفة التى تقوم بها وزارة التضامن الاجتماعى للتوعية بأضرار ومخاطر الزواج المبكر أصبح لها تأثير على بعض الأسر، بل العشرات من الأسر وخاصة المستفيدات من تكافل وكرامة.
وأضافت: مستفيدات تكافل وكرامة يتابعن باستمرار الندوات التوعوية التى تقوم بها الوزارة عن أهمية تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات حفاظاً على صحة الأم والطفل، موضحة أن كل الأمهات يحرصن على تطعيم أولادهن وكذلك التعليم بسبب الحملات التوعوية.
ولفتت إلى أن الرائدات المجتمعيات يقمن بطرق الأبواب لمعرفة المشكلات التى يعانى منها السيدات والعمل على مساعدتهن، سواء من خلال النصيحة أو التدخل لحلها.