هل تسريح موظفي شركات التكنولوجيا دليل على الركود؟.. «جولدمان ساكس» تجيب
تسريح موظفي شركات التكنولوجيا
بعد تسريح آلاف من موظفي شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مثل فيسبوك، أمازون، مايكروسوفت، وتويتر وغيرها، تتساءل «جولدمان ساكس» عما إذا كان التسريح الجماعي لموظفي شركات التكنولوجيا العملاقة يعني بالضرورة مشكلة كبيرة للاقتصاد الأمريكي وركوده؟، لكنه سرعان ما يجيب قائلاً في تقرير جديد: «ربما لا».
يرى التقرير الصادر عن مؤسسة جولدمان ساكس للأبحاث، أنه رغم أن لشركات التكنولوجيا تأثيرا كبيرا على الأسواق المالية - حيث تمثل أكثر من ربع القيمة السوقية لمؤشر S&P 500 – إلا أنهم أقل تأثيرًا على الظروف الاقتصادية، ويستشهد بثلاثة أسباب رئيسية تجعل التخفيضات الأخيرة في الوظائف رفيعة المستوى ربما ليست علامة على ركود وشيك.
التوظيف في قطاع التكنولوجيا صغير مقارنة بسوق العمل الأمريكية بأكملها
يقول تقرير «جولدمان ساكس»: «أولاً، التوظيف في قطاع التكنولوجيا صغير مقارنة بسوق العمل الأمريكية بأكملها، التوظيف في النشر والبث عبر الإنترنت ومحركات البحث على الإنترنت مجرد صناعة فرعية لمعظم شركات التكنولوجيا الكبر، فتمثل أقل من 0.3% من إجمالي الرواتب، بل وحتى في حالة وقوع حدث لا يمكن تصوره وهو تسريح جميع العاملين في هذه الصناعة على الفور، فإن معدل البطالة سيرتفع بأقل من 0.3 نقطة مئوية، كما أن تسريحات العمال التقنيين في شركات التكنولوجيا ليست كبيرة بما يكفي لإحداث تغيير ذي مغزى في ديناميكيات سوق العمل الإجمالية».
فرص كبيرة في شغل وظائف أخرى
السبب الثاني الذي يورده تقرير «جولدمان ساكس» هو أن تسريحات العمالة التقنية من شركات التكنولوجيا لا تشير إلى ركود يلوح في الأفق، وليس من المتوقع أن يظل هؤلاء العمال المُسرحون عاطلين عن العمل لفترة طويلة، إذ تظل فرص العمل في مجال التكنولوجيا أعلى بكثير من مستواها الذي كانت عليه قبل انتشار جائحة كورونا، لذا يتمتع موظفو الشركات التكنولوجية المسرحون بفرص جيدة للعثور على وظائف جديدة».
يضيف تقرير «جولدمان ساكس»، أن تسريح العمالة في مجال التكنولوجيا من الناحية التاريخية ليس مؤشرًا رئيسيًا لتدهور سوق العمل بشكل عام، فقد ارتفعت وتيرة تسريح موظفي هذا القطاع من وقت لآخر دون زيادة مقابلة في إجمالي عمليات التسريح».
أحد تداعيات الأزمة الاقتصادية
كتب مؤلفو التقرير: «في الحقيقة، المشكلة الرئيسية في سوق العمل هي أن الطلب على العمل قوي للغاية، وليس ضعيفًا للغاية»، فنمو إيرادات الصناعة يعود إلى طبيعته بعد الوباء، وخلال هذه الفترة شهد القطاع طلبًا متزايدًا على منتجاته وخدماته، كما أن أسعار الفائدة المرتفعة والظروف المالية الأكثر صرامة تؤثر بشكل غير متناسب على القطاع لأن أرباح شركات التكنولوجيا عادة ما تكون متوقعة في المستقبل وبالتالي تخضع لمخاطر أكبر.
يلفت تقرير «جولدمان ساكس» إلى أن تسريح الموظفين في شركات التكنولوجيا هو أحد الآثار الجانبية المؤسفة لتباطؤ النمو الاقتصادي والظروف المالية الأكثر تشددًا اللازمة لإعادة التوازن إلى سوق العمل، وفي الوقت الحالي تبدو مركزة بشكل ضيق وربما لا تدل على ديناميكية سوق العمل في القطاعات الأخرى، وفق التقرير.