عبير المرسي تكتب: «لماذا الكباري؟»
الكاتبة الصحفية عبير المرسي
قررت أن استقل مترو الأنفاق ذات يوم لقصاء أحد المشاوير السريعة، وكنت لا أملك رفاهية الوقت، وكان المترو في وقت الذروة مكتظا بالركاب في يوم شديد الحرارة، وهذا طبيعي، حيث كانت العربات مكيفة، فقلت «عمار يا مصر»، وأنا أنظر لإحدى السيدات، قلت لها «الحمد لله إن لدينا بدائل متاحة، ومواصلات مختلفة»، وأخبرتها عن هروبي من زحام الطرق المؤدية إلى وسط العاصمة، خاصة في فترة الذروة، لتؤكد بدورها قيامها بذات الشيء، وأن المترو هو المنقذ كوسيلة آمنة وسريعة ومقبولة السعر أيضا.
وخضت في قصة تطوير شبكة الطرق والمواصلات، واستمرارنا في التنمية رغم التحديات المختلفة، والأزمات العالمية المتلاحقة، فنظرت لي السيدة بابتسامة تحمل استنكارا بعض الشيء لحديثي، فأعطيتها الأمان لتتحدث معي عما يجول في خاطرها، فقالت لي «رغم كل هذا الإنجاز الرائع، لكن كفاية كباري»، فقلت لها دون تفكير، «هل يتوقف الناس عن الإنجاب لو أوقفنا تطوير وزيادة الطرق البديلة والتوسعة، خاصة أن الزيادة السكانية المرعبة تسببت في تأثر حركة التنمية مع نهاية الألفية الماضية؟».
وأفهمتها أن هذه الطرق والكباري المستهدف منها بنية تحتية متطورة لجلب فرص استثمار، من أجل المساهمة في تأسيس مناخ اقتصادى أفضل، فالمستثمر لن يأتي ليستثمر أمواله في بلد تعاني من بنية تحتية متهالكة، أو يخنقها الزحام المروري، وكذلك لا بد من توسيع الطرق، وإيجاد طرق بديلة تتماشي مع الزيادة السكانية الضخمة، وبالطبع دون أن تغفل الدولة حق الشعب في مأكل ومسكن وملبس أكثر آدمية، بدليل مشروعات تكافل وكرامة وحياة كريمة.
وانتهي هذا الحديث الأقرب إلى الجدال بكل ود ودعاء للوطن الغالي، وابتسامة رضا.