رحلة «وجيه صبحي باقي».. ولد في المنصورة ونبوءة بشرته بتولي الكرسي البابوي في 2012
تنصيب البابا تواضروس الثانى
مشوار طويل قبل أن يأتى اليوم الذى يجلس فيه عطية الله، قداسة البابا تواضروس الثانى، على كرسى البطريك بإرادة الرب ومشيئته، البداية فى المنصورة يوم الثلاثاء 4 نوفمبر عام 1952، حيث وُلد وجيه الابن الأكبر للعائلة، جاءت التسمية على اسم صديق الخال الذى تحبه العائلة، وفى الخامسة من عمرة غادر وجيه قرية دميانة بالمنصورة، متوجهاً إلى سوهاج، حيث انتقل عمل الوالد. يقول البابا: كان بيتنا يمتلئ بحكايات العائلة، وكان والدى يشركنا معه ويقربنا من العائلة، ولم يكن فى حياتنا سوى البيت والكنيسة والعائلة والمدرسة.
«تواضروس»: والدي كان يشجعني على القراءة.. وأمي ساعدتني على قرار الرهبنة
أذكر أن والدى كان يشجعنا على القراء، فكانت جريدة الأهرام من الأمور الأساسية بالبيت، وكانت أمى تشترى مجلة حواء، وكان الراديو من عناصر الدفء فكنا نتابع «أبلة فضيلة وساعة لقلبك وعلى بابا والأربعين حرامى».
ومع مطلع السنة التاسعة من عمره، عاد البابا إلى دمنهور، ودرس فى مدرسة الأقباط الابتدائية، نفس المدرسة التى درس فيها البابا شنودة والبابا كيرلس السادس، وكانت مديرة المدرسة آنذاك شقيقة البابا كيرلس «أبلة شفيقة». وفى يوم الثالث من يونيو، قبل النكسة بأربعة أيام، رحل والد البابا، وانتقلت العائلة إلى دمنهور، حيث مكثت هناك، وأثناء الدراسة الثانوية للبابا عايش أجواء النكسة التى سيطرت وقتها على المصريين، وإن كان الأمل بدأ يدب مع حرب الاستنزاف وصولاً إلى حرب أكتوبر المجيدة.
ثم التحق البابا بكلية الصيدلة، وبعد التخرج اشتغل، وفق التكليف الحكومى، عامين فى قرية شرنوب. فى هذا السياق يقول البابا: كانت رحلتى مع الصيدلة مزيجاً من الدراسة والحب والشغف، ومضت الأيام وقوة داخلية كانت تجذبنى إلى حياة الرهبنة، استشعرت أمى هذا الأمر وقالت لى: «لو كنت تريد أن تترهبن فلتفعلها ولا تؤجل الأمر».
مر عامان على الدخول فى حياة الرهبنة، وفى 31 يوليو 1988 جاء البابا شنودة وصلى على الرهبان الأربعة، وأصبح وجيه «أبونا ثيئودور».
فى 17 مارس 2012، تنيح البابا شنودة وسط ظرف استثنائى كانت تمر به البلاد، وفى هذا يقول البابا تواضروس: «كنت فى دمنهور وأعددت العدة لزيارة مرسى مطروح كأسقف، وقطعنا مسافة خمس ساعات، وحوالى الساعة 3 وصلنا واستقبلونى فى كنيسة العذراء كاستراحة لنا، وفى هذه الأثناء وقبل أن نُنزل الحقائب تلقينا الخبر، فتحركنا للقاهرة ولم نتمكن من دخول الكاتدرائية، حيث تم تحديد الجناز يوم الثلاثاء لمنح الفرصة للشعب لوداع البابا».
كان هناك اتجاه لدى البعض فى المجمع المقدس لبقاء القائم مقام الأنبا باخوميوس كبطريرك، وكانت هناك أصوات أخرى تدعم اختيار الأنبا موسى، إلا أن الأنبا باخوميوس حسم الأمر بأنه قائم مقام محايد، كذلك اعتذر الأنبا موسى.
يحكى البابا قصة عن نبوءات توليه الكرازة، قائلاً: «وسط مشاعر الحزن والزحام لمحت شاباً من بلدى دمنهور اسمه عماد ونادانى بصوت مرتفع: (يا سيدنا)، توقفت لأسلم عليه فقال لى (يا سيدنا أنت البطريرك القادم). انزعجت وقلت له (ليس الآن وقت هذا الحديث)».
نبوءة أخرى لتوليه الكرازة، يحكى البابا فيقول: «قبل اختيارى بيوم واحد اتصل بى كاهن فاضل من الإسكندرية وقالى لى: (لدينا سيدة قديسة طيبة دائماً ما تقول أشياء وتحدث، وقد قالت لى فى القداس صباحاً إنها رأت فى الحلم أن الاختيار وقع عليك وأنك البابا الجديد)، لم ألتفت كثيراً لهذه الكلمات».
كان يوم القرعة الهيكلية فى الرابع من نوفمبر، يحكى البابا عن يوم تنصيبه فيقول: «كان يوم التنصيب له رهبة كبيرة فى نفسى، فقد تأثرت بالصلوات والعبارات، وسالت دموعى وأنا أسير فى موكب مهيب مع الأساقفة، حتى أصل لباب الكنيسة المغلق وأمسك المفتاح وأفتح الباب».
يشير البابا إلى أنه أصبح بطريركاً فى يوم مولده، كما فضّل البابا تواضروس أن يكون رداؤه مثل البابا شنودة الذى استمر بابا للكنيسة أربعين عاماً ورسم خلالها الصورة الذهنية لشكل ملابس البابا.