بيت جمال عبدالناصر بمنشية البكري.. العفش «عهدة» وتركيب «المصعد» بأوامر الأطباء
البيت متحف يضم العديد من مقتنيات الزعيم الراحل
منزله فى منشية البكرى تحول إلى متحف
البيوت قلوب تشبه أصحابها، هكذا حال بيت الزعيم جمال عبدالناصر الكائن بمنشية البكرى بالقاهرة، سكن بسيط، مفردات البيت عُهدة تعود إلى الدولة، وهو ما حدث بالفعل بعد وفاة السيدة تحية قرينة الزعيم، حيث تحول البيت إلى متحف تابع لوزارة الثقافة، بعد أن افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2016.
بيت منشية البكرى، تابع للإشغالات العسكرية، انتقل إليه الزعيم عبدالناصر وأسرته المكونة من زوجته وأولاده فى عام 1952، كان من طابق واحد، إلى أن اتفق المشير عبدالحكيم عامر مع سكرتير عبدالناصر، على بناء طابق ثانٍ للبيت خلال إجازة عبدالناصر وسفره إلى الإسكندرية.
فى كتاب «الرئيس الذى لم يسرق» الصادر عن «دار المعارف» للكاتب محمد ناصر، يخصّص فصلاً بعنوان «بيت الزعيم»، يقول فيه: «بيت عبدالناصر كما وصفه فى تقرير صحفى الدكتور منصور فايز، الطبيب الخاص بناصر، باب رئيسى بالدور الأرضى، تدخل منه لصالة كبيرة، فى منتصف الصالة توجد مائدة مستديرة من الرخام اعتادت أسرة عبدالناصر أن تضع فوقها فازة ممتلئة بالزهور، إلى اليسار باب تدخل منه إلى حجرة مكتب عبدالناصر، بالدور الأرضى.
فى الجانب الأيمن، حجرة تُستخدم لاستقبال الضيوف الرسميين، بها مدفأة وتميزها لوحة لطفل يقدم راكعاً باقة زهور لطفلة، تحت هذه اللوحة مجموعة من صور الزعيم مع زوار مصر الرسميين.
أما الطابق الثانى، فكان لعبدالناصر، به مكتب متصل بحجرة نوم، بها سرير وشوفنيرة وكرسى هزاز ودواليب حائط خشبية تتوسطها مرايات، ثم قطعة موبيليا بها أماكن لجهاز التليفزيون وللراديو والمسجل وجهاز تشغيل أسطوانات الموسيقى الكلاسيك من أغانى أم كلثوم المسجلة من حفلاتها مباشرة.
يحكى الكاتب محمد ناصر فى كتابه عن قصة بناء الدور الثانى، فيقول: «الطابق الثانى فى بيت عبدالناصر لم يكن موجوداً، وتم بناؤه فى ما بعد بأوامر من عبدالحكيم عامر ومدير مكتب عبدالناصر، فعندما امتلأ البيت بالأطفال، وأصبح يشكو من الضجّة المستمرة التى يحدثونها، اقترح السكرتير على عبدالناصر، بناء دور ثانٍ بالبيت، لكن عبدالناصر لم يتحمس، لأنه كان لا يرغب فى أن يحمّل الدولة نفقات لراحته الشخصية.
يضيف الكاتب: «عبدالحكيم عامر وسكرتيره» انتهزا فرصة سفر عبدالناصر إلى المعمورة فى إجازة، وقاما بنقل كل ما يخص الأسرة إلى قصر الطاهرة، بما فى ذلك ملابس عبدالناصر، وقاما ببناء الطابق الثانى. بالمصادفة قطع عبدالناصر الإجازة وعاد فجأة، فغضب الرئيس، وبلغ به الغضب أن قال لسكرتيره «لو تكرر الأمر منك فلن تستمر فى العمل معى».
«ناصر» رفض إقامة حمام سباحة به لأن التكلفة 4 آلاف جنيه
عندما كان يقيم «عبدالناصر» مع أسرته فى قصر الطاهرة وقت بناء الطابق الثانى، حدث أن تسبّبت شقاوة أولاده فى كسر فازة ثمينة من محتويات القصر، فسأل الزعيم عن ثمن الفازة، وكان ينوى دفعه من راتبه، لكن عندما عرف أنها تساوى الآلاف صاح: «معاشى كله لمدة سنة، ياللا يا أخى خلينا نرجع بيتنا أحسن العيال هيخربوا بيتى». الزعيم جمال عبدالناصر رفض أيضاً إقامة حمام سباحة فى بيته، وفضّل بدلاً منه ملعب تنس، لأنه أقل تكلفة، وبعد عودة «عبدالناصر» من رحلة علاج بروسيا، نصحه الأطباء بممارسة الرياضة، واقترح عليه سكرتيره عمل حمام سباحة فى حديقة منزل منشية البكرى، وسأله ناصر عن التكلفة، فقال «4 آلاف جنيه»، إلا أن التكلفة الفعلية كانت 7 آلاف جنيه، لكن السكرتير خفّض الرقم حتى يجعل ناصر يقبل الفكرة، لكن الزعيم رفض فور سماع الرقم، فكان يعلم أن التكاليف سوف تسدّدها ميزانية الأشغال العسكرية، أى ميزانية الدولة.
أثاث بيت عبدالناصر كله كان عهدة تتبع الأشغال العسكرية، وكان إذا احتاج إلى أى صيانة يتم ذلك على ورقة موقعة من ناصر كمستلم لهذه العهدة، كل قطعة أثاث كان لها رقم تصنيف، ولما مات عبدالناصر تحولت هذه العهدة إلى حيازة السيدة زوجته، وقد عاد الأثاث كما هو بعد وفاتها إلى عهدة الدولة، كما عاد البيت كذلك. بيت عبدالناصر المكون من طابقين لم يكن به مصعد، ولكن المصعد أضيف قبل وفاة عبدالناصر بسنة تقريباً، وذلك بعد إصابته بأول أزمة قلبية وأمره الأطباء بأن يمتنع عن استخدام سلم البيت الداخلى.