نجوى فتحي في سوق التلات بالجيزة
تنادي بأعلى صوتها على الجبن الرومي، بأسعار في المتناول، لتجذب الزبائن، ورغم ذلك لا تستطع الإنفاق على أبنائها الأربعة، إذ تذهب نجوى فتحي، كل يوم بعد صلاة الفجر إلى «سوق التلات» بمحافظة الجيزة، وتناجي ربها أن يرزقها من أجل إطعام أسرتها.
تمر «نجوى»، 42 عامًا، بظروف صعبة بعد وفاة زوجها منذ 3 أعوام، بعد ميلاد ابنتها الصغيرة بشهر، فلم يكد يشبع من وجهها، ويملي عليها الحب والحنان، لكن القدر كان له رأى أخرى، بحسب حديثها لـ«الوطن»: «زوجي كان أرزقي، ملحقش يفرح ببنته الصغيرة، بدعي له كتير إن ربنا يرحمه».
تذهب «نجوى» كل صباح إلى السوق، تبيع كسر الجبن الرومي «بقايا المصانع»، في «سوق التلات» بمحافظة الجيزة، لتعول أبنائها الأربعة، إذ تجلس في مكان صغير، وأمامها قفص عليه أكياس من الجبن، تبيع الواحد بـ60 جنيهًا، مكتفية بمكسب 5 جنيهات فقط: «ممكن في اليوم أعمل 20 أو 30 جنيه بس، أصرف بيهم إزاي على 4 عيال! ابنى زياد في أولى ثانوي، وهاجر أولى إعدادي، ورؤى في تانية ابتدائي، والبنت الصغيرة عندها 3 سنين».
تحصل «نجوى» على معاش استثنائي بقيمة 525 جنيهًا، لكنه لا يكفي حاجة أبنائها، ولا يسد مصروفات تعليمهم، لكن لاحيلة لها من أمرها، متمنية إنشاء مشروع صغير، توفر من خلاله حياة كريمة لأطفالها: «المعاش مش بيكفي أي مصاريف، عشان كده نفسي يبقى عندي مشروع صغير، أصرف منه على ولادي، من غير ما أحتاج لحد، لأن أهلي ظروفهم صعبة زيي».
تعليقات الفيسبوك