استقبال حافل لأول رئيس مصري يزور العاصمة «يريفان» والسيسي: علاقاتنا تاريخية وتتمتع بخصوصية متفردة
«مصر وأرمينيا» تبدآن صفحة جديدة للتعاون
استقبال حافل لأول رئيس مصرى يزور العاصمة «يريفان»
أعرب الرئيس السيسى عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال الأرمينى، مشيداً بعلاقات الصداقة المصرية - الأرمينية المتينة والتاريخية، خاصة فى ضوء استضافة مصر جالية من الأرمن الذين أسهموا فى التطورات التى شهدتها فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية، إلى جانب دورهم فى إثراء المجتمع المصرى كمكون فاعل ومنتج.
وثمّن الرئيس ما بلغته العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الصديقين من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، معرباً عن التقدير لمشاركة الرئيس الأرمينى فى القمة العالمية للمناخ «COP27»، التى عُقدت فى شرم الشيخ نوفمبر الماضى، وهى المشاركة التى عكست قوة العلاقات بين البلدين، كما أكد تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لاسيما على المستويين الاقتصادى والتجارى، أخذاً فى الاعتبار دور الآليات المؤسسية فى تحقيق ذلك، والمتمثلة فى اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى، التى عُقدت دورتها الأخيرة فى يريفان عام 2017، وكذلك منتدى رجال الأعمال، الذى يساعد بدوره على التعريف بمجالات الاستثمار والتجارة المتاحة بين البلدين.
اتفاقيات ومذكرات تفاهم حكومية
أضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد الرئيس «خاتشاتوريان» بالدور المحورى الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة فى إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتحقيق التعايش بين الأديان، ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمى.
كما تم تبادل وجهات النظر فى ما يخص مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلاً عن سُبل التكاتف لمواجهة التداعيات الاقتصادية العالمية للأزمة الروسية - الأوكرانية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس ونظيره الأرمينى شهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية فى البلدين، للتعاون فى عدد من المجالات، وهى المجال العلمى والتكنولوجى، وكذا مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الشباب والرياضة المصرية ووزارة التعليم والعلوم والثقافة والرياضة الأرمينية، إلى جانب مذكرة تفاهم للتعاون المؤسسى فى المجال الاستثمارى، وأعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفى المشترك بين الجانبين.
نقطة انطلاق حقيقية لتعزيز العلاقات
مرة أخرى، أتمنى لفخامة الرئيس «فاهاجن» كل التوفيق والسداد فى قيادته لدولة أرمينيا الصديقة وشعبها القريب إلى قلوب المصريين، وإننى على ثقة فى أن هذه الزيارة ستمثل نقطة انطلاق حقيقية بما نتج عنها من زخم سياسى وما شهدته من تفاهم على مستوى القمة لتعزيز العلاقات المصرية الأرمينية فى مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادى والاستثمارى، خاصة فى ضوء ما تمتلكه مصر من خبرات فى عدد من القطاعات الصناعية ذات الأولوية للسوق الأرمينية.
زيادة حجم التبادل التجارى
تم التطرّق خلال المباحثات إلى الطفرة التى حققتها مصر فى مجال إنتاج الطاقة، وذلك ليس فقط اتصالاً بمجال الغاز، ولكن أيضاً ارتباطاً بإطلاق «الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر»، بما يجعلها مقصداً استثمارياً واعداً فى ضوء توافر موارد الطاقة اللازمة للصناعة، وما ترتبط به من اتفاقيات للتجارة الحرة والتفضيلية مع الدول العربية والأفريقية، بما يُكسب المنتجات المصنّعة فى مصر مميزات تنافسية كبرى.
كما أعربت المباحثات فى هذا السياق عن تقدير مصر لمشاركة الرئيس «فاهاجن» فى القمة العالمية للمناخ COP27، التى عُقدت مؤخراً بشرم الشيخ خلال نوفمبر 2022، والتى عكست مدى الاهتمام الذى توليه أرمينيا لقضية المناخ. وعلى الجانب الاقتصادى، تم تأكيد أهمية العمل المشترك على زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، بحيث يتناسب مع الإمكانات الواعدة لكليهما، وكذا مع العلاقات السياسية المتميزة بينهما، بما لها من خصوصية شعبية، الأمر الذى يتطلب تفعيل وتنشيط الآليات الاقتصادية القائمة بين البلدين، لتحقيق الاستفادة القصوى منها، وفى مقدمتها اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى، ومنتدى رجال الأعمال.
استثمارات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
شهدت المباحثات استعراضاً للجهود التى تبذلها مصر لتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب، والمشروعات القومية الكبرى التى شهدتها مصر على امتداد رقعتها لتحقيق التنمية وللنهوض بالاقتصاد الوطنى، خاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وما توفره من مزايا للمستثمر الأجنبى.
واستعرضت كذلك الطفرة التى شهدتها مصر فى مجال البنية التحتية والنقل، والخبرة التى تتمتع بها الشركات المصرية فى هذا القطاع، وقدرتها على تنفيذ المشروعات المطابقة للمعايير العالمية وفى وقت قياسى.
وأكد الرئيس السيسى: تم أيضاً خلال مباحثاتى مع فخامة الرئيس «فاهاجن» التطرق إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو جنوب القوقاز، حيث تم تأكيد أهمية الحوار والتفاوض والعمل الدؤوب لتحقيق السلام الدائم والشامل والعادل، ولاستكمال مسار السلام، وتحقيق واقع أفضل وحياة كريمة للشعوب، لا سيما فى المرحلة الراهنة التى تتكبّد فيها الشعوب معاناة مضاعفة على الصعيد الاقتصادى؛ فى ضوء تداعيات أزمة وباء كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية.