«سالم» بطل كرة الصالات للصم.. شرّف مصر عالميا وحصد ميداليات ذهبية
«سالم» بالميدالية الذهبية بعد بطولة الإمارات
لا يسمع صيحات الجمهور ولا نداء زملائه له، لا يركز على ما يدور حوله ولا يلفت انتباهه شيئًا سوى ما تراه عيناه، وهي الكرة والمرمى، ولد موهوبًا بلعب كرة القدم، فأحبها، واكتشف موهبته أثناء اللعب مع أصدقائه وجيرانه في قريته الصغيرة، كفر قشاش التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، تفوق على أقرانه الأصحاء، وحقق نجاحات باهرة، فاحتفى به أهل قريته، واستقبلوه بالزغاريد والأفراح، بعد فوزه بآخر بطولاته، وهي بطولة الإمارات الدولية الودية لكرة الصالات للصم.
اللاعب أحمد سالم، لاعب كرة قدم بمنتخب مصر للصم، ونجم نادي الداخلية للصم بدمنهور، أبرز لاعبي المنتخب الوطني، فحصل على القميص رقم 10 خلال البطولة الأخيرة، وعاد إلى بلاده حاملًا الميدالية الذهبية.
سالم».. يواجه الحياة بعد وفاة والده
يحكي «سالم»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» قصته منذ وفاة والده ومواجهة ظروف الحياة بمفرده، إلى أن أصبح نجمًا مصريًا كبيرًا رغم إعاقته، تخرج من كلية الفنون التطبيقية، ويعمل فنانًا تشكيليًا بجانب كرة القدم: «والدي توفى وأنا عندي 3 سنين، كنت بلعب ماتشات كورة مع الناس في القرية، وكنت دائمًا بسجل أهداف وبلعب كويس، ومن هنا الناس شافت موهبتي».
تفوق «سالم» على الأصحاء في اللعبة، وانتقلت موهبة «سالم» من كرة قدم الشوارع بالقرية إلى الأندية بالمحافظة: «بدأت ألعب في مراكز الشباب، بعد كدة بقيت معروف في أندية دمنهور ومنها لعبت لنادي الداخلية للصم بدمنهور».
«سالم» يمثل منتخب مصر في البطولات الدولية
تم اختياره منذ سنوات لتمثيل منتخب مصر للصم، وهو اللاعب الوحيد بالمنتخب من محافظة البحيرة، ولم تمنعه إعاقته من تمثيل مصر في البطولات العربية والدولية، فحصل على أفضل لاعب على مستوى الجمهورية للصم عام 2020 بعد تتويج منتخب البحيرة بالمركز الأول، كما حصل على المركز الأول مع مركز شباب كفر قشاش في دوري مراكز الشباب، ونال المركز الثالث في بطولة إفريقيا للصم التي أقيمت بدولة كينيا منذ عامين، وثامن العالم في أولمبياد الصم لكرة القدم بالبرازيل العام الماضي.
والدته وزوجته.. خير داعم ومشجع لـ«سالم»
كانت والدة «سليم» خير داعم ومشجعا له، وكانت سببًا رئيسيًا في تربعه على عرش اللعبة بالمحافظة ومصر، وهو واحدًا من أشهر لاعبي الصم: «والدتي كانت السبب في كل اللي وصلت له، دعمها المتواصل ليا إني أتخرج بتقدير امتياز وأكمل كمان في الكرة، بعد وفاة والدي، كانت هي والدي ووالدتي في نفس الوقت»، مضيفًا أن زوجته ساندته كثيرًا فهي من ذوي الهمم: «زوجتي من الصم برضو، وهي خير داعم ليا في الحياة بعد والدتي، ونفسي أبقى زي محمد صلاح وأشرف مصر».
وبعد عودة «سالم» من الإمارات بعد مشاركته مع منتخب مصر في البطولة الأخيرة، استقبله أهل قريته بحفاوة، حيث صعد على عربة كبيرة لونها أحمر، يقف على صندوقها الخلفي متلحفًا بعلم مصر، بينما تتعالى أصوات الزغاريد والتهاني من أهل القرية، في استقبال بطولي لنجمهم.