«كبار العلماء» تحتفي بذكرى «الإسراء والمعراج» بمشاركة طلاب الأزهر الوافدين
احتفال كبار العلماء بذكرى الإسراء والمعراج
عقدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، ملتقاها العلمي السادس عشر، بمسجد مدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة، تحت عنوان «الإِسْرَاءُ والمِعْرَاجُ.. مُعْجِزَةٌ نَبَوِيَّةٌ وبِنَاءُ أُمَّةٍ»، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بمشاركة الدكتور محمود سعد توفيق، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور سعيد عامر، الأمين العام الأسبق للدعوة والإعلام الديني، بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أيمن الحجار، الباحث بهيئة كبار العلماء.
وأدار الندوة الدكتور حسن يحيى المدير العام بهيئة كبار العلماء، الذي طرح أسئلة تدور في أذهان الناس حول هذه المعجزة، في بداية الملتقى التي دارت حولها أجوبة العلماء من خلال الملتقى السادس عشر لهيئة كبار العلماء.
وأوضح ما تلعبه هيئة كبار العلماء من دور في التوعية الصحيحة من خلال هذه اللقاءات، التي يحرص أعضاء الهيئة على معالجة المشكلات المجتمعية والقضايا الدينية فيها بحكمة، لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وتحصين المجتمع ضد دعوات التطرف والانحراف.
ذكرى الإسراء والمعراج
وأوضح الدكتور محمود توفيق سعد، عضو هيئة كبار العلماء في كلمته، أن الناس في ذكرى الإسراء والمعراج ينقسمون إلى فئتين: فئة تحتفل بالذكرى فقط وهم عامة الناس، وفئة تحتفي وتعتني بهذه المعجزة ويستثمرونها، وتلك هي الفئة التي ينبغي على طلاب العلم أن يكونوا منهم.
وأضاف أن ذلك يكون من خلال محاولتهم مطابقة المشاهد التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رحلة الإسراء والمعراج على واقعنا الحالي، لنقوِّمه ونصلح ما أصبحنا عليه من اعوجاج، بالإضافة إلى قراءة المشاهد التي رآها في ضوء الحياة، ولنقرأ ذلك على وجهين من القراءة؛ قراءة واقع في ضوء نص، وقراءة نص في ضوء واقع، وذلك لأن قراءة النصوص في ضوء الواقع، هي مفتاح القراءة الاحترافية المثمرة، وهي تعد فريضة على طلاب العلم، لأنها تخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم، فضلا عن أن التفكير العلمي المنهجي نعمة من الله.
وقال الدكتور سعيد عامر، الأمين العام الأسبق المساعد للدعوة، ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقًا، إن ذكرى الإسراء والمعراج، ذكرى عطرة تلامس قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض، حيث تمثل جزءًا أصيلا من مكونهم العقدي، كما أنها معجزة تحيا بها نفوسهم، بما تحمله في طياتها من معان وعبر وعظات، حيث جاءت تكريما لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مشوار طويل من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وبعد معاناة كبيرة من أذى قريش وبطشهم.
وأكد أن رحلة الإسراء والمعراج قطعية الثبوت، لأنها ثابتة بالقرآن والسنة، حيث أنزل المولى عز وجل «سورة الإسراء»، كما جاء ذكر معجزة المعراج في سورة النجم، موضحا أن جميع هذه الآيات هي آيات صريحة، لا تحتاج إلى تأويل أو بيان، بالإضافة إلى الأحاديث الواردة في صحيح البخاري ومسلم، وتلقت الأمة بالإجماع ما جاء في البخاري ومسلم بالقبول، وبين أن جمهور العلماء المسلمين في كل مكان وزمان، أجمعوا على وقوع معجزة الإسراء والمعراج.
الرد على المشككين في الإسراء والمعراج
وأوضح الدكتور أيمن الحجار، الباحث بهيئة كبار العلماء، أن بعض المشككين حاولوا أن يسددوا سهامهم الطائشة إلى معجزة الإسراء والمعراج، مؤكدا أن هؤلاء مردود عليهم، لأنها ثبتت بأقوى طرق الإثبات ألا وهو المتواتر من القرآن والسنة، وهي أدلة صحيحة صريحة لا تقبل الشك إلا عند من كان لديه خلل فكري أو غل وحقد لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ثبتت هذه المعجزة بالقرآن الكريم والأحاديث المتواترة في السنة النبوية المطهرة، وإجماع جمهور العلماء.
وأوضح أن إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية، مردود عليه بأَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام بهذه الرحلة في عناية الله وفضله، وأن هذا الإعجاز الحاصل في الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عزَّ وجلَّ، فضلًا عن أنَّ غرابة وصف الرحلة منتفٍ وخاصة بمقاييسنا المعاصرة.
بل حدثت أمور تشبه المعجزات كاختراع وسائل التواصل الحديثة والتي مكنت الإنسان من نقل أوراق وصور ما كان يصدق إمكانية ذلك من مائة عام مضت كما أنه يمكنه التحدث مع الآخرين حول العالم عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، كما أن الإسراء والمعراج لا غرابة فيه بعدما وجدنا الإنسان يسافر من دولة لأخرى باستخدام الطائرة بالعروج البشري، وكما نسمع عن الصعود للقمر بمراكب الفضاء، وهذا فعل البشر فما بالنا بقدرة الله عز وجل والعروج بنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا أمر لا يتناقض مع العقل.
وأكد الدكتور حسن يحيى على تلك المعاني التي أدلى بها العلماء، موجها الشكر لهم وللطلاب الحاضرين بالملتقى.