رواج السياحة الريفية والسفاري في الأقصر.. مغامرات بـ«البيتش باجي» والخيول
السياحة الريفية والسفاري في الأقصر
لم تعد السياحة التقليدية من رؤية الأماكن الأثرية والتقاط الصور التذكارية، الشكل الوحيد الذي يسعى المسافر للاستمتاع به، خلال رحلاته بل صار هناك أشكالا جديدة للسياحة وحديثة، بعيدة حتى عن فكرة الاستشفاء، منها السياحة الريفية والسفاري، وهما نوعان بدأ ينتشران في محافظة الأقصر مؤخرا، ويقبل عليهما السائحون.
سياحة السفاري على بعد خطوات من المناطق الأثرية بالأقصر، حيث ينطلق عشرات السائحين، وهم يركبون الدرجات النارية ويتجولون في المناطق الصحراوية المجاورة للمعابد، أما الاستمتاع بالسياحة الريفية فقد تمثل شكله في نصب الخيام لطهي الطعام في القرى المجاورة للأماكن السياحية، خصوصا في قريتي القرنة والبعيرات المجاورة، بالإضافة إلى امتطاء «الأحصنة والحمير والجمال» واللعب مع الحيوانات الأليفة وسط الحقول الخضراء.
إقبال على السياحة الريفية والسفاري
يقول أيمن ابو زيد، رئيس جمعية التنمية السياحية بالأقصر، إن تنوع الأنماط السياحية في أي مدينة، يساعد على تشجيع السياحة، لأن السائح يشعر بالملل، إذا جاء لنمط سياحي واحد، ونحن محظوظون في الأقصر، لأننا نمتلك طبيعة صحراوية وزراعية، فضلا عن امتلاك البر الغربي لـ9 مناطق أثرية، لهذا السبب بدأت تنتشر في الأقصر سياحة السفاري في الشتاء، وتحديدا في البر الغربي في المنطقة الواقعة حول مدينة هابو، وهى منطقة مؤمنة جدا.
تبدأ الرحلات بحسب «أبو زيد»، منذ الصباح الباكر، حيث يستقل السائحون الدرجات النارية ذات الأربع عجلات «البيتش باجي»، ويذهبون إلى الصحراء خلف الوادي، ويخيمون للاستمتاع بوقت غروب الشمس، وهى لحظة رائعة جدا تساعد على الصفاء والنقاء الذهني، ويشعلون النيران ويطهون الطعام عليها، ويتخللها جلسات السمر والغناء والرقص وشرب الشاي والمشروبات الساخنة، ثم يعودون في نفس اليوم، وهو ما يسمى بالسفاري القصير، بعكس الرحلات التي تستغرق أياما مثل رحلات الواحات.
فرص عمل جديدة في ريف الأقصر
النمط السياحي الشتوي الجديد، الذي بدأ الانتشار في الأقصر، هو السياحة الريفية بحسب «أبو زيد»، وتعود أهميته لاستغلال الريف في الأقصر، الذي يتداخل مع المدن بشكل يثير الإعجاب لدى السائحين، والرحلة تكون عبارة عن عمل جولة للسائحين، لقرى الريف، خصوصا في البر الغربي في قريتي القرنة والبعيرات المجاورة للمناطق الأثرية، من خلال ركوب الحمير والخيل والجمال، ومشاهدة المزارعين في الحقول والحيوانات والاستمتاع بتناول الطعام الصعيدي، مثل الفول والفلافل والعيش الشمسي وغيرها من المأكولات الشعبية الأصيلة، وهذا النمط أصبح يوفر دخلا وفرص عمل للناس في الريف وأصحاب الحيوانات التي يمتطيها السائح، ومع انتشار هذا النمط، أصبح هناك مزارع للحمير والجمال والخيل يتم تأجيرها للسائحين.
وتشير سمر ناجي، مرشدة سياحية، إلى أنه أصبح هناك إقبالا كبيرا من السائحين على تجربة سياحة السفاري، فهي تجربة متميزة وجديدة بالنسبة للسائح، يرى من خلالها طقس مختلف وطبيعة جبال مختلفة وحياة بشر مختلفة، بعيدا عن الروتين اليومي الذي تعود عليه، ويستمع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تساعد على الصفاء والنقاء الذهني والتأمل، مؤكدة أن رحلة السفاري تتضمن السير بـ«البيتش باجي» في الصحراء والصعود إلى الجبال والمرتفعات، مرورا بدير شلويط، ثم الاستراحة هناك وتناول الطعام والمشروبات، ثم استئناف الرحلة وصولا إلى جبال الحجر الجيري، التي تضم أشكالا هندسية رائعة يستطيع السائح التقاط الصور التذكارية هناك.
انتشار رحلات السفاري في 2016
بداية رحلات سياحة السفاري بحسب أسامة عبد الغني، صاحب إحدى الشركات السياحية المنظمة لرحلات السفاري والسياحة الريفية، بدأت عام 2016، إذ قال لـ«الوطن»: «إن الموضوع في البدء لم يكن بالشكل الحالي، فقد بدأت أول رحلات سياحة السفاري في عام 2016، لكن كانت على نحو محدود جدا، وبعد حوالي سنتين بدأ الموضوع ينتشر، وأصبح هناك طلبا على هذين النمطين المستحدثين، بعد انتشار صور السائحين أثناء الاستمتاع برحلات السفاري في الصحراء، وصور أخرى للسائحين، وهم يركبون الخيل والحمير والجمال وأثناء تجولهم في قرى الريف المصري في الأقصر».
واستطرد «عبد الغني»، بأن رحلات السفاري والسياحة الريفية، جعلت كثير من السائحين، يقرروا الإقامة في الأقصر بشكل دائم، بعدما انبهروا بما شاهدوه من مفردات فنية رائعة وطبيعة خلابة في القرى، وما شاهدوه من كرم وود وترحاب من أهل الأقصر، وبعدما استمتعوا بتناول الطعام المصري الصعيدي.
السياحة الريفية نادرة في أوروبا
الرحلات الريفية أصبحت تلقي رواجا من ناحية السائحين، بحسب تصريحات حسين خليل، صاحب إسطبل للخيول بقرية البعيرات بالأقصرلـ«الوطن»، خصوصا من هواة الاستمتاع بالحياة الطبيعة الريفية التي يندر وجودها في بلادهم، فركوب الحمار أو الحصان والتجول به في الريف متعة لا يضاهيها متعة في أي مكان سوى في الأقصر، مؤكدا أن السائحين يحرصون على الاستمتاع بالسياحة الريفية، أو سفاري البر الغربى بالأقصر للاستمتاع بجمال الجو المشمس، ومنها أصبح يتولد نمط سياحي جديد وهو السياحة العلاجية.