النائب البطريركي للكاثوليك في مصر: العلاقة بين الفاتيكان والأزهر تمر بأزهى مراحلها
الأنبا باخوم: الكنيسة الكاثوليكية في مصر جزء لا يتجزأ من كنيسة روما
الأنبا باخوم
تحتفى الكنيسة الكاثوليكية بمرور 10 سنوات على حبرية البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذى قام بزيارة لمصر عام 2018 أظهر خلالها مودته ومحبته للقادة السياسيين والدينيين فى مصر، فضلاً عن مواقفه التى أثارت الجدل، خاصة فى ما يتعلق بتشكيل الكوريا الرومانية، أو ما يُعرف باسم «حكومة البابا»، كما أنه تربطه علاقة صداقة ومودة مع فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وفق ما قاله الأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية للكنيسة الكاثوليكية فى مصر، فى حواره مع جريدة «الوطن»، عن رؤية بابا الفاتيكان للشئون الاقتصادية والسياسية العالمية، فضلاً عن مدى العلاقة التى تربط بين الفاتيكان والأزهر والكنيسة الكاثوليكية فى مصر.. وإلى نص الحوار:
تحتفى الكنيسة الكاثوليكية بالعيد العاشر لتولى البابا فرنسيس بابوية الفاتيكان.. ما الكلمة التى ترغب فى توجيهها لقداسته بهذه المناسبة؟
- ونحن فى ذكرى الاحتفال بتولى قداسة البابا فرنسيس رئاسة الفاتيكان العاشرة، أثبت إنه بابا للجميع ليس فقط للكاثوليك، ولكن لكل المسيحيين فى العالم، وأخوته ومحبته للأديان الأخرى بفضل تفهمه وعلاقاته الإنسانية ومحبته مع الجميع.
كيف ينظر بابا الفاتيكان إلى مصر؟
- الفاتيكان ينظر إلى مصر على أنها دولة تحاول أن تحافظ على أمن وسلام المنطقة، وهى تسير فى مجال التطور والنمو على كل المستويات، مقارنة بالسنوات الماضية، وكذلك يرى الفاتيكان مصر على أنها دولة لها دور أساسى فى التوازن العربى وفى منطقة الشرق الأوسط.
وأبرز دليل على هذا هو ما ظهر خلال زيارة البابا فرنسيس لمصر عام 2018، حيث أظهر كل المحبة والاحترام للقادة السياسيين والدينيين والكنيسة، وكان يظهر التفهم للوضع المصرى وتشجيع القادة على الاستمرار فى عمليات الإصلاح، كما قام بالصلاة من أجل الوطن ومن أجل الجميع.
هل سبق والتقيت بالبابا فرنسيس؟
بالتأكيد خلال العديد من المناسبات، ولكن رسامة المطارنة أو الأساقفة تكون من خلال البطريرك والسينودس المقدس، فى الدولة التى تقع فيها الطائفة، لكن بابا الفاتيكان يلتقى مع البطاركة، والمطارنة والأساقفة فى ما تطلق عليه الكنيسة «رسالة الأعتاب المقدسة»، وتكون كل 5 أو 6 أعوام، ولم نصل إليها حتى الآن.
ما أبرز نقاط الرؤية الخاصة بالبابا فرنسيس فى إصلاح الكوريا الرومانية «حكومة البابا»؟
- نقدر نقول إن البابا فرنسيس يحاول عمل الكثير من التجديدات فى الكوريا البابوية، أو فى الحكومة الرومانية أو حكومة البابا، أولها هو تمكين جميع الأشخاص من الوظائف العامة بالكنيسة، وليس فقط المطارنة والكهنة الرهبان والراهبات، ولكن أصبح بإمكان أى شخص يمتلك المقومات أو القدرات أن يقوم بدور قوى وفعّال فى هذه الكوريا الرومانية.
ومن ضمن إجراءات الإصلاح والتجديد التى يقوم بها البابا فرنسيس، الشفافية التامة فى ما يتعلق بالأمور الكنسية، بداية من الأمور المالية والكشوفات الخاصة بالنفقات وغيرها.
كما أنه من الاتجاهات الإصلاحية التى يتبعها البابا حالياً جعل الكنيسة الكاثوليكية منفتحة على الجميع، وليست منغلقة على ذاتها.
اقتصاد البابا فرنسيس هو كيفية تجنيد المال لخدمة الشعوب وليس تجنيد الإنسان لخدمة المال والاقتصاد
أطلق الكثيرون على رؤية البابا الاقتصادية «اقتصاد فرنسيس»، فما أبرز ملامح تلك الرؤية؟
- اقتصاد البابا فرنسيس هو اقتصاد يشمل تجنيد المال لخدمة الشعوب، وليس تجنيد الإنسان لخدمة المال والاقتصاد، ويمكن القول إنه عملية تجارية تسعى لإيجاد الظروف الملائمة وتطويعها لنمو وازدهار الإنسان، من أجل إيجاد ما يُعرف بتكافؤ الفرص، بالإضافة إلى إمكانية توفير الخدمات للأشخاص الأكثر ضعفاً والأكثر احتياجاً، وليس من أجل زيادة وتراكم الأموال دون رؤية الإنسان، وباختصار يمكن تعريف اقتصاد البابا فرنسيس بأنه التوجه إلى الخير العام والبيت المشترك، وهما من أهم التعابير التى يردّدها قداسة البابا فرنسيس.
ساد العرف بأن يكون البابا لأى طائفة مسيحية له علاقة بالأمور الدينية المسيحية، لكن البابا فرنسيس هو رئيس أصغر دولة بالعالم، فهل تكون ممارسته للسياسة نابعة من أمر دينى أم مدنى؟
- البابا فرنسيس لا يتدخّل فى الحياة السياسية، لكنه يُعلى من المبادئ التى يجب على السياسة أن تراعيها، مثل حقوق الإنسان، وتكافؤ الفرص، والسلام وحماية الضعفاء.
كيف ترى العلاقة بين الفاتيكان والأزهر، خاصة فى إطار حوار الأديان؟
- العلاقة بين الفاتيكان والأزهر تمر بأجمل وأزهى مراحلها، فالبابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على علاقة طيبة ومستديمة وشخصية، حيث يتم الاتصال وتقديم التهانى والتواصل فى جميع المناسبات الخاصة بالطرفين، ويمكن اعتبار أكبر دليل على هذه العلاقة الطيبة هو وثيقة الأخوة الإنسانية، التى هى عبارة عن تثبيت للمبادئ والقيم التى تربط كل البشر مع بعضهم البعض.
هل من الممكن أن نوضح علاقة الكنيسة الكاثوليكية فى مصر مع الفاتيكان؟
- الكنيسة الكاثوليكية فى مصر جزء لا يتجزّأ من الكنيسة الكاثوليكية فى العالم، ويمكن القول إن الكنيسة الكاثوليكية تحت قيادة غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحاق، جزء لا يتجزأ من الكنيسة الكاثوليكية فى روما، فهى فى كامل الشراكة مع كنيسة روما الفاتيكان، كما أنها علاقة يمكن وصفها بأنها كاملة التعاون والمساندة مع بعضهما البعض، فهما الإيمان نفسه، والأسرار الكنسية نفسها، بالإضافة إلى أنها القيادة نفسها.
الرهبنة اليسوعية
ينتمى البابا فرنسيس إلى الرهبنة اليسوعية، وهى واحدة من أهم الرهبانيات الفاعلة فى الكنيسة الكاثوليكية، ومن أكبرها، تأسست على يد القديس إغناطيوس دى لويولا فى القرن السادس عشر أيام البابا بولس الثالث فى إسبانيا، كجزء من الإصلاح المضاد. وتنتشر الرهبنة اليسوعية فى 112 دولة موزعة على قارات العالم الست، ومركزها الرئيسى يقع فى روما، وتتبع نمط الإدارة اللامركزية، وتدير أعداداً كبيرة من المدارس، والجامعات، والمستشفيات، ودور المسنين، والمكتبات، وتهتم بالحوار المسكونى، والتطوير اللاهوتى، والعدالة الاجتماعية، فهى رهبنة موجودة فى كل بلاد العالم، والكنيسة الكاثوليكية تعترف بها، وتخرج فيها الكثير من الكرادلة.