ولادة طفل بعد استئصال ورم من رحم أمه أثناء الحمل بالمنصورة.. «آخرة صبر 22 سنة»
إزالة ورم أثناء الحمل في جامعة المنصورة
«الحمل ده لازم ينزل، استحالة يكتمل، وجود جنين مع ورم بهذا الحجم في بطن الأم يهدد استمرار الحمل أو تنجب طفلا مشوها، علاوة عن عمر الأم الذي بلغ 43 عاما، استحالة يكتمل الحمل» كلمات أطباء على مسامع «ن. م. أ»، 43 عاما من إحدى قرى مركز نبروه، محافظ الدقهلية، كانت تجعلها تفقد آخر أمل لها في أن يكون لديها طفل ذكر بعد 22 عاما من الزواج.
معجزة طبيعة وحالة نادرة عالميا حدثت مع «ن. م .ا» باستئصال الأورام الليفية مع احتفاظها بالرحم مع احتفاظها بالرحم اثناء الحمل خاصة إنها الحالة الأولى من نوعها في مصر وعبرت عن فرحتها لـ«الوطن» أنها بعد تأخر حمل 22 عاما، حيث إن لديهم بنتين، وأن الله رزقهما الولد الذي أسمته «محمود» بعد هذه المدة الطويلة من تأخر الحمل، وأن الطفل خالٍ من العيوب الخلقية حيث كانت تخشى من احتمال وجود هذه العيوب نظرا لتقدم سنها.
قصة أم أجرت جراحة غزالة ورم أثناء الحمل
قصة الأم «ن. م. ا.» بدأت عندما استقبل فريق طبي من جامعة المنصورة بقيادة الدكتور عبد العزيز الرفاعي، أستاذ التوليد وأمراض النساء، رئيس وحدة طب الأم والجنين بجامعة المنصورة، «ن. م. أ»، وبإجراء الفحوصات الطبية اللازمة تبين وجود أورام ليفية في تجويف البطن، وتباينت الآراء ما بين العلاج التحفظي، بما يعني عدم التدخل الجراحي، مع ما يحمله هذا الرأي من مخاطر شبه مؤكدة لعدم استكمال الحمل وحدوث مضاعفات عديدة في أي مرحلة، مثل الإجهاض، النزف الرحمي، تأخر نمو الجنين، بالإضافة إلى حدوث مضاعفات بالأورام الليفية أثناء مراحل الحمل.
الآراء الطبية في إجراء الجراحة للأم الحامل
وظهر الرأي الطبي الآخر والذي رأى ضرورة إنهاء الحمل، تجنبا لهذه المضاعفات، حيث لا توجد مساحة بالتجويف البطني لاستكمال الحمل ونظرا لتقدم عمر السيدة، ثم استئصال الرحم كاملا بالأورام الليفية أثناء الحمل، واستقر الرأي على اجراء عملية استكشاف لاستئصال الورم الأكبر أثناء الحمل، وعدم استئصال الأورام الأخرى.
الدكتور عبد العزيز الرفاعي أستاذ التوليد وأمراض النساء
الرفاعي: إزالة ورم وزنه 2.350 كيلو جرام من تجويف البطن
نبه الفريق الجراحي على الزوجين بخطورة الجراحة، وأن نسبة نجاحها ضئيل، فاستقرا على إجرائها، كانت العملية الأولى في شهر سبتمبر 2022، والتي كان نجاحها أشبه بالمعجزة وهو استئصال ورم ليفي يزن 2.350 كيلو جرام من تجويف البطن مع الحفاظ على الحمل وتمت متابعة حالة الأم والجنين بعد ذلك وأثبتت التحاليل الباثولوجية بأنه ورم ليفي حميد.
وأجرى العملية الدكتور عبد العزيز الرفاعي أستاذ التوليد وأمراض النساء، رئيس وحدة طب الأم والجنين بجامعة المنصورة، وعاونه كل من: الدكتور أحمد العشري المدرس المساعد بالقسم، الطبيب القيم محمد أبو عيسى.
الرفاعي: نجاح العملية كان أشبه بالمعجزة
«نجاح العملية كان أشبه بالمعجزة» هكذا أكد الدكتور عبد العزيز الرفاعي، فقد استئصلنا الورم وأعطينا مساحة لنمو الجنين وحافظنا على الحمل والرحم، وكانت هذه العملية وبعد مراجعة الدوريات العلمية المحلية والعالمية تبين أن هذه الحالة هي الأولى من نوعها التي يتم إجراؤها في مصر باستئصال ورم ليفي أثناء الحمل مع استمرار الحمل حتى الولادة.
وأضاف الرفاعي، لـ«الوطن»، أننا أجرينا العملية الثانية وهي الولادة القيصرية واستئصال الورم الليفي الآخر تم دخول الحالة إلى قسم التوليد وأمراض النساء - كلية الطب- جامعة المنصورة، وفى تمام الأسبوع التاسع والثلاثين للحمل تم عمل ولادة قيصرية نتج عنها ذكر حي كامل النمو يزن 3.5 كيلوجرام واثناء الولادة القيصرية وبعد ولادة الطفل تم استئصال الورم الليفي الموجود بالجزء السفلى لجدار الرحم الخلفي بنجاح، وقد خرجت الأم والمولود بسلام.
الدكتور أشرف شومة عميد كلية الطب - جامعة المنصورة
وأكد أن هذه الحالة تعد الحالة الأولى في العالم التي يتم فيها استئصال ورم ليفي أثناء الحمل مع استكمال الحمل حتى الولادة ثم استئصال ورم ليفي آخر أثناء الولادة القيصرية لنفس السيدة.
وتوجه الرفاعي بكل الشكر والتقدير للدكتور أشرف شومة عميد كلية الطب جامعة المنصورة ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، لتوفير الإمكانيات التقنية والمعنوية لإجراء مثل الجراحات الدقيقة والنادرة في كلية طب المنصورة عاصمة الطب في مصر بلا منازع.