رائحة طعام ذكية تخترق أنوف المارة في وسط المدينة في طنطا، يتزاحم أمامه محبي الذرة المشوي رغبة في اكتشاف ما يقدمه بطريقة تختلف عن أي بائع، تزداد دهشتهم بمجرد رؤيتهم أطباق التقديم والطعم على الطريقة المكسيكية، لم يكن ذلك مألوفا في الشارع المصري، ولم يجد «إسلام» حرجًا فيما يفعله رغم محاولات البعض من إحباط الفكرة، ما العيب في أن يعمل المرء ما يحب رغم غرابة الفكرة، هكذا ناجى نفسه كثيرا وانطلق في تجربته التي اختارها بعد أن فقد وظيفته.
خسارة شغله وبداية المشروع
شيف إيطالي في أكبر المطاعم بمصر، مهنة ظل عليها «إسلام خالد» 12 عاما، أحبها كثيرا حتى تغير الوضع كثيرا مرورا بأزمة كورونا ووصولا إلى تعنت بعض أصحاب المطاعم، وانتهى الأمر بخسارة وظيفته قبل شهر واحد: «كان لازم أفكر في مشروع خاص بيا واستفيد من خبرتي في مجال المطاعم سنين»، وفق حديث الشاب العشريني لـ«الوطن» عن سبب التحول الجذري الذي أجبره على الاتجاه نحو بيع الذرة ولكن بطريقة مختلفة.
«ذرة مكسيكي» أو «ذرة بالطريقة المكسيكية» هو المشروع الذي بدأه «إسلام» بعد خسارة وظيفته في أحد المطاعم الكبرى، ملابسه المهندمة وطريقة تقديمه للزبائن تنم عن شاب متخصص، يستقبل زبائنه بوجه بشوش وابتسامة اعتاد عليها منذ عمله في الفنادق والمطاعم، يعرف كيف يسوق لمنتجه الجديد وسط أهالي طنطا.
«بشتغل بالدرة المستوردة، وفكرة المشروع هو عمل الذرة بالجبنة الميكسيكي، فكرة جديدة برا الصندوق ومختلفة بقالي فترة كبيرة بيحضر ليها عشان اطلع بمشروع جديد مش تقليدي»، يصف الشيف إسلام فكرة مشروعه الذي يعتمد على أدوات بسيطة في الشارع، حيث كلفه الأمر عدة تجارب بمقادير مختلفة حتى توصل إلى المذاق الجيد، بحسب وصفه.
ذرة بالطريقة المكسيكي
ذرة بالجبنة المكسيكي المستوردة، وذرة بالزبدة والملح، وأرز بلبن بالذرة، طرق مختلفة يقدمها «إسلام» من خلال مشروعه، ويسمح للزبائن تذوق عينات منه قبل الشراء، وفقا لإسلام: «لإن الفكرة غريبة الناس بتكون قلقانة في الأول وعشان كده بعمل عينات للتذوق، وبمجرد أن يتذوق الزبون الطعم يعجب به ويشتري».
شاي عربي مجانا واجب الضيافة
غرابة الفكرة واختلاق الطعم، ليس السبب الوحيد الذي يجذب الزبائن لـ«إسلام» بل ابتكاره في طريقة الضيافة أيضا رغم عدم وجود محل خاص به، حيث يقدم «شاي عربي» للزبون مجانا كواجب للضيافة، وفقا له: «في ترابيزات وكراسي جنب ترابيزة المشروع بقدم للزبون شاي عربي طعمه مختلف يشربه لحد ما أعمل الطلب بتاعه عشان يحب يجيلي تاني» يروي الشيف إسلام كيف يسعى دائما لكسب ثقة زبائنه.
رغم حداثة المشروع، إلا أن الزبائن حفظت المكان تأتي إليها خصيصا، بحسب تعبيره: «الحمد لله في أيام بنزل مش بكمل ساعتين وبخلص كل البضاعة اللي نازل بيها، الناس حبت الفكرة والطعم والمنتج بقى مطلوب، وبحلم بامتلاك محل صغير حتى يتوسع في مشروعي».
تعليقات الفيسبوك