«فاطمة» حفظت نصف القرآن في عمر 77 عاما.. تذهب للكُتاب مع الأطفال
عجوز أمية تحفظ نصف القرآن
سيدة مسنّة كرّمها الله ومنّ عليها بأن منحها القدرة والصبر على حفظ القرآن الكريم، رغم الكِبر ورغم تعثّر الحفظ والقراءة، فهي امرأة أميّة عمرها 77 عامًا، لم تسنح الفرصة لها للتعلم من قبل، إلا أنها كافحت وتحدت كل الصعاب وبعض تنمر الأطفال الذين تنافسهم في الكتاتيب على الحفظ والمشاركة في المسابقات القرآنية، واستطاعت حصد درجة رفيعة في أثناء مشاركتها بمسابقة قرآنية أعدتها جمعية شرعية بقريتها في الشرقية.
فاطمة محمد الشافعي، ابنة قرية العصايد التابعة لديرب نجم بمحافظة الشرقية، شاركت في مسابقة قرآنية نظمتها الجمعية الشرعية بقريتها عن عمر ناهز 77 عامًا، وذلك بعد أن بدأت الحفظ في سن 50 عامًا، إذ تعلقت بالقرآن الكريم وأحبته، ودائمًا تحمل المصحف بين يديها، لافتة إلى أنها جدّة وأم، فلها من الأبناء 9، مات اثنان منهم، كما أنّ لها أحفادا يحفظون معها القرآن الكريم.
تقابل التحديات بالابتسامة والصبر لاستكمال حفظ القرآن
وتابعت «فاطمة» في حديثها لـ«الوطن»، أنها لم تنل حظًا من التعليم، واتجهت بقلبها لحفظ القرآن الكريم إذ أمسكت بالمصحف وظلت تناظر الصفحات والآيات، ثم قررت الذهاب للكتّاب مع الصغار وأطفال القرية، لافتة إلى أنها لاقت مضايقات وتعليقات من الأطفال واستنكار الكبار لترددها على الكتاب، لكنها تحدت كل هذا بابتسامة، معلقة: «الأطفال بيعلقوا لو اتلغبطت في آية، والكبار بيستغربوا إني بروح الكتاب مع الصغار، بس أنا ببتسم لهم، المهم أحفظ القرآن».
،
تعلقت بالقرآن الكريم وبدأت الحفظ بعد الخمسين
عندما أتمت الخمسين من العمر، وجدت إصرارًا وشغفًا على حفظ القرآن وتعلمه، لافتة إلى أنها قررت ألا تلتفت لأي شيء يعطلها عن استمرارها بالحفظ: «بقرأ بصعوبة بس ربنا هيجازيني خير، لأنه عارف إني بجتهد وبحبه وبحب القرآن، والحمد لله حفظت نصف المصحف»، وفي كل عام من شهر رمضان منذ عدة سنوات، اعتادت المشاركة في المسابقة القرآنية بالقرية.
وكشفت أنها تستيقظ يوميًا لأداء صلاة الفجر ثم تقرأ في المصحف لتحفظ الآيات الجديدة، وفي تمام السابعة صباحًا تذهب لكتّاب القرية لتُسمّع ما تم حفظه وتأخذ آيات جديدة لحفظها وسط تشجيع أبنائها: «الحمد لله خدت شهادات اجتياز الحفظ، وعاوزة نهايتي تبقى القرآن في قلبي والمصحف في إيدي ونفسي أحج بيت الله».
4 سنوات تشارك في المسابقات القرآنية
وفي سياق متصل، كشف الشيخ إبراهيم عساف إمام وخطيب بإدارة أوقاف ديرب نجم، في حديث خاص لـ«الوطن»، أنه من أحد الشيوخ المحكمين في المسابقة التي دُعي لها، وتنظمها اللجنة الشرعية بقرية العصايد، لافتًا إلى أنه على مدار 4 سنوات، تشارك فاطمة البالغة من العمر 77 عامًا في مسابقة القرآن، وتنافس بكل إصرار، الأطفال المتقدمين على المركز الأول في الحفظ، لافًتا إلى أنها حفظت نصف القرآن تقريبًا، وتتمتع بتحدٍ وصبر وإرادة: «فاطمة نموذج جميل ومشجع على الصبر والتحدي، ورمز يقتدى به، كفاية تحديها للصعوبات».