خبراء: الخطاب يدعم الشعب ويدعو للحفاظ على دولتهم
الدكتور بشير عبدالفتاح
أكد باحثون وسياسيون أهمية خطاب الرئيس السيسى خلال اجتماعه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، واستعراض تداعيات الأحداث الجارية داخل السودان جرَّاء حالة التصعيد بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال الفترة المقبلة من نتائج وتداعيات تؤثر على أمن وسلامة المنطقة، كما أوضح الرئيس موقف مصر الثابت بشأن عدم التدخل فى شئون الدول، مؤكداً السعى لحقن الدماء من خلال التفاوض وعدم ترجيح طرف على حساب آخر، لافتاً إلى أن ما يجرى فى السودان شأن داخلى.
«عبدالفتاح»: اتصالات مسئولين دوليين بالرئيس تعكس مكانة مصر الدبلوماسية ودورها الفاعل والقوى فى إنهاء الأزمات بالمنطقة العربية
قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن خطاب الرئيس السيسى كان متوازناً وموحياً، كما كان كاشفاً للتحركات الإقليمية المصرية من خلال المتابعة الدقيقة والحثيثة لمجريات ما يدور فى السودان، بهدف دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس والحفاظ على سلامة الشعب السودانى.
وأكد «عبدالفتاح» أن خطاب الرئيس يتماشى مع الدبلوماسية المصرية، التى يبلغ عمرها أكثر من قرن من الزمان، وتلعب مصر من خلالها دوراً فاعلاً وقوياً فى إنهاء الأزمات بالمنطقة العربية وإعادة الاستقرار، بما لها من قوة ومكانة، وما يضيفه لها موقعها ودورها التاريخى، ودائماً ما تستند السياسة الخارجية المصرية تجاه الأزمات فى المنطقة العربية إلى مرتكزات؛ منها الحفاظ على الأمن القومى المصرى، مع التزام تاريخى لمصر تجاه الدول العربية الشقيقة، حيث إن مصر أصدق الدول العربية فى التعاطى مع القضايا، فهى لا تسعى لأى مصالح على حساب الشعب السودانى الشقيق، وهذا ما أكده الرئيس حين قال: «إن الدولة المصرية لا تنحاز لأى طرف من طرفى الخلاف على حساب الآخر، والمصريون الموجودون فى السودان ضمن بروتوكول تعاون مع الدولة السودانية وليس دعماً لأى طرف».
وأوضح «عبدالفتاح» أن مصر تعد أهم طرف إقليمى فاعل، وانعكس ذلك فى اتصالات مسئولين دوليين منهم الأمين العام للأمم المتحدة بالرئيس، وكذلك العديد من المسئولين الأفارفة، كما اتضح فى مبادرة مصر ودعوتها لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية. وأشار إلى تأكيدات الرئيس بأن الأزمة سودانية - سودانية، وتابع «عبدالفتاح» قائلاً إنه لا ينبغى تدخل أى طرف أجنبى لأن تدويل المشكلة يمكن أن يؤدى إلى نتائج عكسية مثلما حدث فى بعض الدول الأخرى، التى سعت إلى تحقيق مصالحها على حساب القضية الأصلية، واصفاً ما تبذله مصر بأنه يدور ضمن المساعى الحميدة والتحذير من «بلقنة السودان».
من جانبه، أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، أن خطاب الرئيس عكس طبيعة العلاقات المصرية - السودانية التى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، فمصر والسودان شعب واحد، وتربطهما علاقات متعددة الروافد، تاريخياً وجغرافياً ووفقاً للروابط الاجتماعية والثقافية، وأضاف أن رابطة مياه النيل، التى تمثل بعداً كبيراً فى التنمية بين الدولتين والشعبين.
«حليمة»: العلاقات المصرية السودانية تتميز بخصوصية وروافد مشتركة تغطى مجالات حيوية
وأشار «حليمة» إلى أن خطاب الرئيس بيّن أن المصريين الموجودين فى قاعدة «مروى» كانوا ضمن بروتوكول تعاون تم توقيعه عام 2020 خلال حكومة «حمدوك»، وكانت هناك تدريبات حماة النيل 1 و2 وجسر النيل 1 و2، كما كانت هناك زيارات من الجانب السودانى لقاعدة محمد نجيب، ولذا فإن أى حديث عن هدف آخر هو غير صحيح، فالعلاقات المصرية - السودانية تتميز بخصوصية لا تماثلها العلاقات مع أى دولة أخرى فى المنطقة، والعلاقات المشتركة بيننا لها روافد عديدة وتغطى مجالات ذات أهمية حيوية، وتابع أن دور مصر ومحاولات حل النزاع بدأ مبكراً ومواكباً للحدث.. سواء من الاتصالات بين «القاهرة» و«جوبا» أو مطالبة السفراء العرب فى «الخرطوم» ببذل جهود للوساطة ودعم سبل احتواء الأزمة وتقليل تبعاتها على الدولة والشعب السودانى الشقيق.