خلاف الحمائم والصقور في البيت الأبيض يضفي غموضا على مستقبل العلاقة مع الصين
جيك سوليفان وجانيت يلين
قالت مجلة «إيكونومست»، البريطانية إن التنافس بين أمريكا والصين يتسم بالغرابة والتناقض، فرؤساء أمريكا حاولوا عزل واحتواء الاتحاد السوفيتي، لكن أمريكا مرتبطة اقتصاديًا بالصين التي تمثل القوة المهيمنة الحالية في الاقتصاد، كما أن سياسة واشنطن تجاه تايوان تمثل غموضا استراتيجيا، وهو تعبير مربك للغاية لدرجة أن الرئيس جو بايدن تلعثم وهو يلفظه عدة مرات.
اختلافات داخل الإدارة الامريكية بشأن الصين
والتقى جيك سوليفان، مستشار الرئيس الامريكي مع وانج يي، وهو مسؤول صيني بارز في الخارجية، لأكثر من ثماني ساعات في فيينا الأسبوع الماضي، ما يشير إلى رغبة متبادلة في منع العلاقات الثنائية الأكثر أهمية في العالم من أن تزداد سوءًا.
وجاء ذلك الاجتماع بعد خطابين أدلى بهما سوليفان وجانيت يلين، وزير الخزانة، حددا فيه أفكار الإدارة بشأن الصين، لكن الاختلافات داخل الإدارة الامريكية بشأن الصين واضحة، وفي حين أن سوليفان يمثل إجماع واشنطن على خلق سياسة ربما تكون متشددة مع الصين، تقول يلين إن أمريكا تدعو ببساطة إلى نفس النظام الدولي الذي ساعد في جعل التحول الاقتصادي للصين ممكنًا، في حين انتقد سوليفان بشدة سياسات تحرير التجارة في التسعينيات، بينما لا تتحدث يلين عن أمور مشابهة عن مشاركة اقتصادية صحية تفيد كلا البلدين.
الحمائم والصقور
وأشارت المجلة إلى أن الجانبين على طرفي نقيض في نهج الإدارة الأمريكية المتأرجح تجاه الصين، وتعد يلين بمثابة إحدى الحمائم، بينما يمثل سوليفان أحد الصقور المؤثرة في البيت الأبيض، ومع ذلك يحاول كلاهما بطريقته تنفيذ سياسة الإدارة، التي تخشى ترك العلاقات مع الصين تتدهور بسرعة كبيرة، وتحاول علنًا التراجع عن السياسات المتشددة، رغم قلقها من زيادة النفوذ الصيني.
تدهور العلاقات
جاءت نقطة التدهور في العلاقات عندما شوهد منطاد صيني في يناير الماضي في المجال الجوي الأمريكي، بالقرب من قواعد الأسلحة النووية الحساسة، قبل أن يأمر بايدن بإسقاطه قبالة الساحل، بينما لم يتمكن القادة العسكريون الأمريكيون من الوصول إلى نظرائهم الصينيين من خلال قنوات الخطوط الساخنة، التي كانت مستخدمة بانتظام خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، كما ألغى الحادث رحلة إلى الصين كان وزير الخارجية أنطوني بلينكين يخطط لها للّقاء الرئيس شي جين بينج، بعد ذوبان الجليد الذي حدث عقب اجتماع بايدن مع «شي»، في بالي، نوفمبر 2022.
وأوضحت المجلة ان هناك الآن رغبة في العودة إلى شيء مثل «روح بالي»، وإصلاح العلاقات، لكن أعضاء الإدارة الأمريكية لديهم أهداف معقدة، مثل منع الصين من غزو تايوان، والحفاظ على التجارة ولكن مع مراعاة الأمن القومي، وقيادة العالم في إدارة تغير المناخ وأزمات الديون في الأسواق الناشئة، وهم يعتقدون أن أمريكا والصين قد يكون بإمكانهما العمل معًا بشأن أوكرانيا.