أستاذ دراسات إفريقية: تداعيات الأزمة السودانية طالت دول الجوار وأثرت عليها (حوار)
الدكتور سيد رشاد
قال الدكتور سيد رشاد، الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، إن الدعوة المصرية لعقد مؤتمر قمة دول جوار السودان، يأتي سعيا إلى تسوية الأزمة الراهنة، من خلال الاستعانة بالقوة الفاعلية إقليميا أو الدول المحيطة بالسودان.
وأضاف خلال حوار لـ«الوطن»، أن الأزمة الراهنة لا تؤثر على السودان وشعبه فقط، وإنما تداعيتها تطال كل دول الجوار وتطال الجاليات السودانية المنتشرة في معظم دول الجوار وفي وجه الخصوص مصر التي استضافت أكبر جالية سودانية على أرض أفريقيا عربية، وإلى نص الحوار:
كيف ترى الدعوة المصرية لقمة دول جوار السودان؟
الدعوة المصرية لدول جوار السودان تأتي في وقت شديد الحساسية خاصة في ظل استمرار الأزمة منذ شهور، واستمرار التداعيات شديدة الخطورة على الدول القريبة من منطقة النزاع والتداعيات التي يعاني منها الشعب السوداني.
وأعتقد أن القمة التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي تستهدف وضع آليات فاعلة بالإضافة إلى مشاركة الدول الفاعلة في المنطقة أو دول الجوار السوداني سعيا لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، كما نص القرار بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
حدثنا عن دور مصر على خلال الفترة الماضية في الأزمة السودانية؟
في البداية مصر على امتداد تاريخها كانت دائمًا صاحبة مبادرة دعم ولا تألو جهدا لحفظ السلام والأمن في المنطقة، فما بالنا بدولة كانت في وقت من الأوقات ضمن الحدود المصرية، وبينهما قواسم مشتركة كثيرة منها أنها عربية أفريقية، لذلك كان الجانب المصري من أوائل من قدموا يد العون للسودان منذ اندلاع الأزمة في رمضان الماضي والمستمر حتى الآن، وقدمت دعما في أشكال متعددة، منها استقبال النازحين وتوفير الظروف المعيشية الملائمة، بالإضافة إلى الدعم السياسي غير المباشر وهو التأكيد على حرية وإرادة السودانيين في حل المشكلة بأنفسهم بدون التدخل في شئونهم الداخلية.
ومنذ عام 2014 كانت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تتعامل مع الأزمات الإفريقية على اختلافها وأيضا في وجه الخصوص الدول المجاورة وعلى رأسها السودان وجنوب السودان باتباع سياسة حكيمة تسعى إلى محاولة رأب الصدع وتخفيف وطأة هذه الحروب وتداعياتها والأزمات الدائرة في الإقليم وهذا ما أكدته مصر خلال ترأسها في الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019 وحاليا في الأزمة السودانية.
كيف ترى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد مؤتمر دول جوار السودان؟
الدعوة المصرية لدول جوار السودان والأطراف المتنازعة، قد تكون بمثابة دعوة للجلوس إلى طاولة المفاوضات لتقديم حلول ومقترحات من الدول المجاورة لحل الأزمة، وذلك لأن الدول المجاورة هي الأكثر تأثير بما يجري في السودان، والمقترحات التي سيتم تقديمها ستكون من منطلق الحرص علي الوحدة الإفريقية والوضع في الإقليم أو المنطقة بشكل عام، لأن ما يحدث في دوله واحدة بالتابعية يؤثر علي قارة وعلي مواطنيها ويؤدى لظواهر غير مرغوبة منها الهجرة غير الشرعية وعدم استقرار الحدود ووجود منازعات وحروب تؤثر على الاقتصاد.
لماذا تسعى مصر إلى محاولة رأب الصدع في السودان حاليا؟
كما نعلم أن دولة السودان دولة محوريه في المنطقة، فهي إحدى دول حوض النيل إلى جانب مصر، لأن نهر النيل يمر بـ11 دولة من ضمنهم يصل النهر إلى مرحلة الصب وهي السودان وجنوب السودان ثم مصر لذلك تعد دولة محاوريه سواء في حوض النيل أو في الإقليم جنوب الصحراء الإفريقي.
كما أنها تقع على الحدود المصرية مباشرة، والنزاعات والحروب تخلف بالضرورة نازحين ولاجئين الأمر الذي قد يؤثر على الاقتصاد المصري بشكل مباشر، لذلك فأن محاولة حل الأزمة الراهنة يساعد على الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
في رأيك ما هي توقعات الأزمة السودانية في المستقبل؟
لا يمكن لأحد توقع المستقبل، لكن يمكن أن يتم وصف المشهد من خلال السيناريوهات المتوقعة، منها إذا كانت هناك جهود مخلصة واستجابة من الطرفين فذلك قد يؤدى إلى نهاية الأزمة السودانية خلال فترة وجيزة جداً، لكن على ما يبدو فأن هناك صراع بين الطرفين للسيطرة على الحكم وتحقيق المصالح الشخصية.
وإذا لم يتم بذل مجهود من كلا الطرفين قد يؤدى هذا إلى الهزيمة، فالحرب لا يوجد بها منتصر من كلا الطرفين، وسيكون الضرر اقتصادي واجتماعي وسياسي.
أما السيناريو الأسوأ وهو تدخل قوي إقليمية أخري لتحقيق مصالح خاصة بها، مما يؤدى إلي أن يصبح هذا الصراع دائم.
ونأمل أن يكون هناك سيناريو معتدل وهو أن تتوصل الدعوة المصرية لدول الجوار بالاجتماع إلى قرارات من شأنها أن تدعو الأطراف وأن تصل إلى حلول وسط ترضى الأطراف بشكل ما حتى يتم إنهاء هذه الأزمة في أقرب وقت حرصاً علي مصلحة السودان ومصلحة الإقليم والدول المجاورة والشعوب الإفريقية المجاورة للشعب السوداني.