ضريح «عبد الناصر» ملتقى محبيه في «ذكرى الثورة والميلاد والرحيل»
عدد من المواطنين خلال زيارتهم إلى ضريح الزعيم جمال عبدالناصر
71 عاماً مرت على ذكرى ثورة 23 يوليو الخالدة، التى شهدت تحوُّل مصر من الحكم الملكى العلوى إلى الجمهورية، حيث تُعد واحدة من أبرز وأشجع خطوات الضباط الأحرار، الذين ساندهم الشعب لتغيير المستقبل، ولعب الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» دوراً كبيراً فى تلك الثورة التى حررت البلاد، وكان خير قائد لها، وما زال المصريون يتوافدون على ضريحه إحياءً لذكراه كونه قائد الثورة، وصاحب علامة مضيئة فى تاريخ مصر.
يُعد ضريح الرئيس جمال عبدالناصر، المجاور لمسجد يحمل اسمه أيضاً فى منطقة كوبرى القبة، ملتقى محبيه من مختلف الطبقات الاجتماعية والمستويات الثقافية والمادية، الذين يتجمعون على حب الزعيم فى ذكرى ثورة 23 يوليو كل عام وكذلك فى ذكرى ميلاده فى 15 يناير وذكرى رحيله فى 28 سبتمبر من كل عام، وهنا يذكرون أمام ضريحه وفى قاعة الزوار الملحقة به أنه كان دوماً حريصاً على نُصرة هذا البلد، واهتم بالفلاح والعامل، ولم يفرّق بين المصريين، وتمكّن خلال سنوات حياته من خلق رصيد كبير له من الحب والإخلاص فى قلوب المصريين، وفى الضريح أيضاً كان المشهد تقشعر له الأبدان، حيث يحمل العديد من المصريين علم مصر وصوراً للرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، فى أجواء يطغى عليها إحساس الانتماء والإخلاص والحب لهذا الرجل، فمازالت إنجازاته حية إلى يومنا هذا.
ووُجد فى ذكرى الثورة العديد من المواطنين الذين جاءوا إلى القاهرة من أبعد المحافظات والقرى للمشاركة والاحتفال بذكرى ثورة يوليو مع قائدها، والدعاء له وقراءة الفاتحة وبعض آيات القرآن، ووضع البعض الزهور وأعلام مصر على الضريح، فضلاً عن الوقوف من أجل الدعاء، ولم تكن مسافات السفر الطويلة التى قطعها بعض من الزوار وصولاً لضريح عبدالناصر فى القاهرة بمنطقة كوبرى القبة عائقاً بالنسبة لهم، فهو -كما لقّبه البعض من الموجودين أمام الضريح- «حبيب المصريين»، كما حرص العديد من السياسيين والنواب والأحزاب على الزيارة.
«النمر»: «23 يوليو» تدل على التلاحم التاريخى بين القوات المسلحة والشعب المصرى
وحرص الحزب العربى الناصرى على الوجود عند ضريح الزعيم الراحل، فى الذكرى الـ71 لثورة 23 يوليو. وقال المهندس محمد النمر، القيادى بالحزب لـ«الوطن»، إن «ثورة 23 يوليو كانت نتيجة لأوضاع صعبة مر بها المجتمع، بداية من احتلال سيطر على أراضيه وانتهك ثرواته، فضلاً عن انتشار الفقر والمرض والجهل، فكانت هى وقود اندلاعها، وهذه الخطوة من الضباط الأحرار الذين ساندهم الشعب تدل على تلاحمه التاريخى مع القوات المسلحة، فضلاً عن أنها تؤكد شعورها بالمواطن ورغباته واحتياجاته».
وأضاف «النمر» أن «جمال عبدالناصر ليس مجرد رئيس لمصر أو قائد ثورة، بل إنه يمثل مشروعاً قومياً كاملاً، حيث إنه رؤية كاملة من أجل تحقيق حرية الوطن والمواطن، التى عمل على تنفيذها وتمت ترجمتها فى أهداف ثورة يوليو، وهى رؤية تصب فى مصلحة الشعب من الفلاحين والعمال البسطاء فى المقام الأول»، موضحاً أنه «فى زمن عبدالناصر اتسم المجتمع المصرى بتلاحم طبقاته، وانتشار العدالة الاجتماعية، فتمكن من تحقيق نقلة كبيرة فى حياة المصريين».
«عصام»: ساهمت فى تحويلنا إلى دولة صناعية منتجة بالتوسع فى إنشاء المصانع
وقال النائب علاء عصام، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وأمين شباب حزب التجمع، إن ثورة 23 يوليو تمكنت من إنقاذ الدولة المصرية من الاستعمار، وأدت إلى تغيير الشكل الاجتماعى بعد أن كانت مستغلة لسنوات طويلة من قبَل المستعمر الإنجليزى، موضحاً أن تلك الأوضاع الاجتماعية الصعبة التى كانت تعانيها الدولة أدت إلى ثورة الضباط الأحرار والشعب المصرى فى 23 يوليو 1952، وتمكنوا من خلالها من استعادة مصر مرة أخرى».
وأضاف «عصام»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن ثورة 23 يوليو ساهمت فى تحويل مصر إلى دولة صناعية منتجة، حيث عمل الرئيس الراحل على التوسع فى إنشاء المصانع على مستوى الجمهورية، وتوطين الصناعات، فضلاً عن أنه بعد تلك الثورة أصبح لدينا قوانين الإصلاح الزراعى، وكانت هناك طفرة فى هذا المجال، وليس فقط الزراعة، بل اهتم بتحقيق تنمية ملموسة فى شتى القطاعات، كالصحة والتعليم والثقافة والأدب والفن، ففى فترة الستينات كان هناك ازدهار على المستوى الفنى والثقافى، وكانت تلك الفترة تمثل ذروة ظهور الأدباء والفنانين والشعراء، وخرج من مصر أسماء بارزة فى عالم الأدب، ما زالت أعمالهم تُدرس حتى الآن.
وأشار أمين شباب حزب التجمع إلى أنه بفضل جمال عبدالناصر وثورة الضباط الأحرار، زادت الطبقة المتوسطة فى المجتمع، وهى تمثل الطبقة الدافعة له، فوصلت وقتها لحوالى 45% من الشعب، كما أنه أعاد قناة السويس للشعب المصرى، والتى تمثل أهم مورد للحصيلة الدولارية حتى الآن، كما أنه تمكّن من إصلاح العلاقات الخارجية، وفى هذا الوقت كانت مصر تمتاز بمستوى ريادى مؤثر وقوى فى أفريقيا والعالم العربى.
«أبوهميلة»: التحرر الوطنى من القوى المحتلة والاستعمارية من أهم مكتسبات الثورة
من جانبه، أكد اللواء محمد صلاح أبوهميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى، والأمين العام للحزب، أن ثورة 23 يوليو ستظل نقطة خالدة فى تاريخنا المعاصر كونها الثورة التى كانت بداية شرارة الغضب ضد الاستعمار الإنجليزى، موضحاً: «ثورة 23 يوليو كانت نقطة بداية تحرير المنطقة واستعادة الكرامة العربية، حيث نجحت فى تحرير مصر من الاستعمار الإنجليزى الذى استنزف مقدّرات البلاد لسنوات طويلة، وأعاد للشعب كرامته ليحيا آمناً مطمئناً على مستقبله ومستقبل بلاده».
وبسؤاله عن «مكتسبات ثورة 23 يوليو»، قال «أبوهميلة»، أثناء حديثه إلى «الوطن»، إن أهم مكتسبات الثورة هى التحرر القومى العربى من القوى المحتلة له، حيث نجحت الثور فى بناء جيش وطنى قوى، ما كان يُعد أحد أهم مطالب الثورة.
من هذا المنطلق استطاعت مصر أن تدعم ثورات التحرر بالبلدان العربية، بدءاً من الجزائر وتونس وليبيا واليمن، وصولاً لدعم الخليج حتى خروج الإنجليز والفرنسيين من الأراضى العربية بأكملها، كما امتدت أيادى الثورة البيضاء لدعم كثير من الدول الأفريقية لتكون نموذجاً ملهماً لكل من يعانى فى العالم.