«نادية وعبداللطيف إيد واحدة».. سيدة تساعد زوجها في صناعة مطارح الخبز بالشرقية
الزوج والزوجة
المحبة تترجمها الأفعال، هذا ما أكدت عليه الزوجة الخمسينية بدعمها لزوجها، إذ شاركته الحياة بأعبائها بلا كلل أو ملل، في منزلهم البسيط بإحدى قرى الشرقية، منذ أول يوم خطت أعتابه، فاحترفت صنعته الرجالية، وأصبحت تشاركه ساعات العمل في صناعة مطارح الخبيز الفلاحي، بالإضافة إلى دورها تجاه أسرتها الصغيرة وعائلة زوجها.
تعيش السيدة «نادية عبد الفتاح السيد» البالغة من العمر 51 عاما، رفقة زوجها «عبد اللطيف عبد الجواد»، البالغ من العمر 61 عاما، وأبنائهما في بيت متواضع بقرية التلين بمركز منيا القمح بالشرقية، تلك القرية المشتهرة بصناعة مطارح الخبيز لفرد عجين الخبز الفلاحي وتسويته، فكان الزوج يمارس صنعته وكان في عمر الـ17، وظل يجتهد حتى استطاع بدخله المادي منها أن يتزوج «نادية»، ليبدآ معًا قصة كفاح توجها الحب والوفاء.
صنايعي منذ 44 عاما في قرية التلين
يقول عبد اللطيف عبد الجواد في حديث خاص لـ«الوطن»، إنه بدأ الحرفة صغيرا وكانت كل القرية «التلين» تمارسها وقتئذ ومن قبل ولادته بأعوام بل امتدت أعوام عمر الصناعة لنحو قرن من الزمان أو أكثر، لافتا إلى أنه استطاع مع الوقت تدبير ما يمكنه من إكمال نصف دينه بالزواج، وظل يمارسها إلى أن مضى فيها 44 عاما من عمره، معلقا: أرباب الشغلانة ماتوا واللي بقي منهم كبر في السن والشباب بتهجرها وتفضل أي شغلانة على المطارح رغم إنها شغلانة منتجها عليه الطلب.. حسب قوله.
33 عاما تعمل في صناعة مطارح الخبيز الفلاحي
وتلتقط الزوجة المدعوة «نادية» طرف الحديث من زوجها لـ«الوطن»، أنها متزوجة منذ 33 عاما، ووضعت يدها في يد زوجها محبة وبدافع أن الزوجة يجب أن تدعم زوجها وتعيش نفس عيشته حسب وصفها، مشيرة إلى أنها منذ الأسبوع الأول في الزواج، بدأت العمل معه في صنع المطارح، خاصة وأن شقيقها كان يعمل بنفس الصنعة فكانت لديها خبرة تمكنها من دعم زوجها.
حياة بسيطة هادئة وحرفة تكفي حاجتهم
وتضيف نادية أنها كانت متزوجة في بيت العائلة، كما العُرْف السائد في الريف، فكانت تبدأ يومها بإنهاء المهام بالمنزل بمساعدة زوجات أشقاء زوجها ثم تبدأ في ساعات عمل وصنع المطارح رفقة زوجها، لتتركه يستكمل عمله لتذهب إلى تجهيز الطعام وأعمال المنزل وما يخص الأطفال وبعد الانتهاء منها تعود لزوجها الذي يصل الليل بالنهار في صنع المطار، معلقة: كنا مبسوطين بشغلنا والميزة إنه في بيتنا وعشان كدا كنا بنحب نشتغل من الصبح لليل وأهو الوقت بيخلص وولادنا حوالينا وأهلنا، حسب قولها.
الزوجة ترعى حفيدتها من ذوي الهمم
وتختتم الزوجة المحبة لزوجها أنها بعد مرور 33 عاما من عشرتهما هي ممتنة لما فعلته لدعم زوجها، وممتنة له كونه زوجا صالحا مكافحا يسعى لإيجاد لقمة عيش لها وأبنائها ووالديه المسنين، لافتة إلى أنها مؤخرا خفضت ساعات عملها مع زوجها، خاصة وأنها تبنت رعاية حفيدتها من ذوي الهمم ولا تستطيع الطفلة حراكا أو حديثا، فكرست معظم وقتها لخدمتها، معلقة: الحمد لله ربنا يسر لي خدمة زوجي ودعمه، وختم حياتي بخدمة الطفلة الملاك ومنحني لأجلها الصحة والرضا بأقداره، حسب وصفها.