معجم اللغة العربية
كلمات جديدة ومُستحدثة تنضم إلى آلاف الكلمات، في معجم اللغة العربية، بهدف تقليل الفجوة بين العامية والفصحى، من بينها بعض الكلمات التي تداولها البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت شائعة بالنسبة للبعض، وبذلك يتسع معجم اللغة العربية ويسمح باقتحام بعض التعابير لقاموسها اللغة التي تحتل مكانتها الرسمية.
سمحت لجنة الألفاظ والأساليب بمجمع اللغة العربية، بإدخال بعض الكلمات الجديدة إلى القاموس العربي أبرزها كلمة «ترند»، وهي الكلمة التي يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأصلها باللغة الإنجليزية «Trend»، وبحسب المجمع فإنّ هذه الكلمة معناها الموضوع الساخن الجديد الذي يُثار على منصّات مواقع التواصل الاجتماعيّ، ويهتم به الجمهور، ما يجعله ينتشر بسرعة خلال فترة زمنية قصيرة، بسبب تداول الجمهور الحديث فيه والتعليق عليه وتبادل الأخبار عنه بكثرة، وجاء سبب إجازتها في قاموس المعجم أنّها كلمة معربة تعني اتِّجاه أو نَزْعة أو مَيْل أو موضة.
وليست هذه الكلمة الوحيدة التي أجازها المجمع، بل سمح أيضًا بإدخال كلمة «الترويسة» التي تعني الكلمة الرئيسة أو العنوان الرئيس الذي يتم ذكره في رأس الصفحة بهدف إبراز مضمون له أهميه خاصة، وهذه الكلمة تعتبر مألوفة ومتداولة في الكتب والمعاجم والجرائد والمجلات التي تضم عادة اسم المؤسسة ومكانها وما يتصل بها من معلومات خاصة، مثل رقم الهاتف والفاكس ونحوها كترويسة الجريدة.
وكلمة «الترويسة» على وزن «تفعيلة»، أجازها المجمع لأنّ أصل الواو في الكلمة هو الهمزة فتكون «ترئيسة» من الفعل «رأّس». يقال: رأَّسه عليهم، أي جعله رئيسًا، وتتميز بكثرة الاستعمال، وبالصحة اللغوية، والاختصاص بدلالة اجتماعية اكتسبتها من ممارسات الناس في حياتهم الاجتماعية، وتفاعلاتهم اللغوية اليومية.
كلمة «الترويقة» أيضًا انضمت لقاموس اللغة، وتعني ما يؤكل ويُشرب في الصباح على الريق، وهذا الاسم كان الشوام قد أطلقوه على على ما يُسمَّى في مصر بالفطور، وكلمة «ترويقة» من الفعل «روَّق» على وزن «تفعيلة»، إذ يقال: روَّق الشرابَ، أي صفَّاه، والرَّوْق من كل شيء مقدَّمه وأوله، وأوضح المجمع، أن سبب إجازتها تميزها بكثرة الاستعمال، وبالصحة اللغوية، والاختصاص بدلالة اجتماعية اكتسبتها من ممارسات الناس في حياتهم الاجتماعية، وتفاعلاتهم اللغوية اليومية.
يقول الدكتور جودة مبروك، أستاذ اللغة العربية وعميد كلية آداب جامعة بني سويف السابق، خلال حديثه لـ«الوطن»، إنّ اللغة العربية كائن حي، ما يعني أننا دائمًا ما نجد ألفاظًا تموت، وأخرى تحيا وتجد على الألسنة، إذ تخضع اللغة لقانون التطور عبر مراحلها المختلفة على ألسنة المتحدثين بها.
وعن استحداث كلمات جديدة بمعجم اللغة العربية، يقول أستاذ اللغة العربية إنّ اللغة تشهد استحداث كم كبير من الكلمات سواء من ناحية اللفظ أو المعنى، لافتًا إلى أنّه لا مانع من أن يتم النظر في شأن هذه الكلمات باستمرار والتحقق من مدى مناسبتها للذوق اللغوي والمعايير والخصائص التي تُميّز ألفاظ العربية.
ويشير «مبروك» إلى أنّ مجمع اللغة العربية سمح بتداول وفرة كبيرة من الألفاظ في الخطاب الفصيح منذ نشأة المجمع عام 1932، وهو الأمر الذي تسبب في إثراء اللغة العربية بمفردات كثيرة، وقد نوّه واضعو المعجم الوسيط على ذلك بقولهم «مولَّدة» أو «مستحدثة».
ويوضح أستاذ اللغة العربية، أنّ لجنة الألفاظ والأساليب بمجمع اللغة العربية دائمًا ما تسعى إلى مشروع تفصيح العاميات العربية منذ زمن، وتهدف بذلك عدم إبعاد الهوية بين اللغة الفصيحة ولغة الحياة اليومية، من جهة؛ ومن جهة أخرى حتى يتم إثراء اللغة العربية بألفاظ جديدة من أفواه الناس، ولذلك السبب لا نستطيع أن نعدّ أو نحصي الكلمات والألفاظ التي أضافها المجمع وأجازها منذ نشأته نظرًا لكثرتها، وحسبنا أن نقف عند المعجم الوسيط أو الكبير لنرى تلك المفردات، وقد خالطت الكلمات الفصيحة المستعملة في اللغة منذ عصور الاحتجاج اللغوي.
تعليقات الفيسبوك