وفاة أحد أقدم بائعي الجرائد ببني سويف أثناء أداء العمرة.. «حسن الخاتمة»
بائع الجرائد وأسرته
لفظ عابدين محمد عبد الرحمن، أقدم بائع جرائد في محافظة بني سويف، أنفاسه الأخيرة داخل الأراضي السعودية، أثناء أداء العُمرة، عن عمر ناهز 93 عامًا، وتستعد أسرته لدفنه عقب إنهاء الإجراءات اللازمة لذلك.
وفاة أقدم بائع جرائد في بني سويف
واعتاد صاحب الـ93 عامًا، الوقوف في الشارع بمنطقة مقبل بمدينة بني سويف لبيع الجرائد منذ عام 1942، على مدار 71 عامًا، كان في خدمة الصحافة والقارئ، رغم محاولات أسرته منعه عن الخروج والوقوف في الشارع لتقدمه في العمر، وحرصًا منهم على صحته، إلا أنه اعتاد ذلك الأمر وأصبحت حياته مقترنة ببيع الجرائد والمجلات، قبل أن يلقى ربه أثناء أداء العمرة.
قبل أسبوع غادر عابدين محمد عبد الرحمن مسقط رأسه بمحافظة بني سويف، في رحلة عمرة، وبعد انتهاءه منها شعر بحالة إعياء توفي على أثرها، وجرى التواصل مع أسرته التي قررت دفنه هناك باعتبارها أطهر بقاع الأرض، وحُسن خاتمة لرجل قضى حياته كلها مُحبًا لعمله في بيع الجرائد والصحف حتى آخر أيام من عمره.
أسرة عابدين: كان حاسس بموته في العُمرة
وقال زينب عابدين محمد، ابنة أقدم بائع جرائد في بني سويف، لـ«الوطن»: «كأنه كان حاسس أنه هيموت هناك، كان نفسه يتوجه إلى الأراضي السعودية لقضاء العمرة، لم أفارقه في حياتي، وقبل فترة فزنا برحلة عمرة مقدمة من حزب مستقبل وطن، وتمكن والدي من إنهاء إجراءات السفر، ولم أستطع أنا إنهاء الأوراق الخاصة بي حتى أرافقه في رحلته، وطالبته بالانتظار، إلا أنه رفض وقرر عدم تأجيل سفره، رغم أنني أبلغته بأن صحته قد لا تساعده، فكان رده هروح يعني هروح».
وأضافت: «والله حتى وقت سفره كان يعمل في بيع الجرائد والصحف، حياته كلها جرائد، وحضر للمنزل وطالبني بتجهيز حقيبة ملابسه، وحاولت إثناءه إلا أنه رده كان «مش يمكن أروح مرجعش تاني، وبالفعل ودعناه وسافر، ومات هناك».