الأمطار في غزة
ما بين عشية وضحاها، بات الخوف يطاردهم من كل صوب، فما زادهم إلا إصرارًا وتمسكًا بأرضهم فلسطين، التي تحولت إلى ركام بعد هجمات الاحتلال الإسرائيلي المتتالية، لتنفد الحلول البشرية، ويبقى الأمر متروكًا للعناية الإلهية، فبعد 37 يومًا من القصف تساقطت قطرات المطر بشكل مفاجئ على قطاع غزة، لتروي ظمأ الأهالي بعد حرمان طويل، في واحد من المشاهد التي أعادت البسمة إلى وجوهم وأنعشت قلوبهم مجددًا.
سماء تخلو من رشقات الصواريخ التي تغزوها يوميًا، كانت هذه المرة على غير المعتاد، بعد ما وثقت عدسة الصحفي الفلسطيني عبد الله العطار، لحظة هطول الأمطار على قطاع غزة، بعد 37 يومًا من القصف، إذ انهمرت قطرات الماء بغزارة، لتظل باقية في الشوارع ماحية ما حدث، ليتحرك الرجال والأطفال بخفة بين الطرقات، بينما يملأ البعض زجاجات المياه من الأمطار المتساقطة، التي باتت حلمًا طويلًا طال انتظاره.
شارك «العطار» الفيديو عبر حسابه الرسمي على «إنستجرام»، صاحبه بآيات من الذكر الحكيم، فظهر على أحد جوانب الطريق، طبيب يرفع يديه إلى عنان السماء، داعيًا الله عز وجل بانتهاء الوضع الكارثي، وارتسمت على ملامحه علامات اليقين والاطمئنان، إلا أنّ الوضع لم يمكث طويلًا، بينما ظهر شاب آخر يضحك واضعًا غطاءً على رأسه يحميه من المطر، وقلبه يتراقص فرحًا بهذه القطرات، وآخر يعلو الشيب رأسه، يجر أحفاده سيرًا في الشارع لاستمتاع بالأجوء الشتوية، في ظل الأحداث المأساوية التي شهدتها غزة مؤخرًا، وكأنّ الحياة عادت إلى حركتها الطبيعية.
تعليقات الفيسبوك