حكاية بدأت من الصفر.. «حبيبان» يتحديان الظروف بمشروع في البدروم
فادي ومارينا
بنظرات حانية غير مصدقة ما وصلا إليه، وهما يحملان بذرة حبهما وطفلتهما الأولى «فريدة» بين أيديهما، بعد صراع وحزن على فراقهما، وهى لحظة تمنيا أن يعيشاها قبل سنوات طويلة، إلا أن الظروف والمعاناة للوصول إلى السبل التى تجمعهما، كانت سداً منيعاً بينهما، وبإرادتهما وحبهما الصادق الذى استمر 8 سنوات، أصبحا شخصاً واحداً وروحاً واحدة.
منذ ما يقرب من 8 سنوات، كانت تقف مارينا نسيم، على مسرح الجامعة لممارسة موهبتها المفضلة وهى التمثيل، وكانت هناك عينان تشعان بالحب والأمل بأنها ستكون رفيقة دربه خلال أيامه المقبلة، ولم يكن ذلك سوى «فادى»، ابن محافظة قنا وجمعه القدر بابنة سوهاج، رغم أنه كان ما زال طالباً حينها إلا أنه لم يتردد لحظة فى طلب يدها من والدها، وحينما تمت خطبتهما بدأ طريق الصعوبات والتحديات.
بعد مرور فترة زمنية، بدأ والدا «مارينا» فى مطالبة فادى يسرى بأن يبدأ فى الاستعداد لحفل الزفاف، الذى طالما حلما به، إلا أن المعوقات حالت بينهما، فلا أحد يقبل أن يعطى فرصة للشاب الصغير للبدء فى عمل ما، لا يملك من المال شيئاً فهو ما زال يدرس، واستمر الحال هكذا ما يقرب من 3 سنوات، وحينما فقد الأمل من تحقيق حلمه، هنا كانت القشة التى قصمت ظهر البعير.
«إحنا لازم نسيب بعض.. انتى تستاهلى حد أحسن منى.. أنا مستقبلى مش باين له ملامح» كلمات قالها «فادى» وهو ينهى علاقته بحبيبته ونصفه الآخر، التى نزل عليها الخبر كالصاعقة، وافترقا 7 أشهر، لكن لم يستطيع أحدهما نسيان الآخر، لذلك حاول «فادى» البدء فى مشروع للـ«هاند ميد» والتسويق له عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
حاول «فادى» طوال شهور الوقوف على قدميه حتى يستطيع استرجاع معشوقته التى كانت تنتظره على أحر من الجمر، وبعد عودتهما قررت «مارينا» أن تتعلم مهارات التسويق حتى تسانده، لكن العقبات ما زالت فى طريقهما، حينما حاول الأشخاص المحيطون بهما أن يهدموا الحلم الجميل، وقالت مارينا: «فيه ناس كانت بتقول إننا هنفشل وإنى هوقعه ولازم يشوف حد غيرى».
محاولات كثيرة من «فادى ومارينا» فى تأسيس مشروعهما الخاص، الذى بدأ بغرفة صغيرة فى «بدروم» ليصبح ضمن أحد الأماكن الشهيرة فى محافظة سوهاج، وتزوجا خلال فترة حظر «كورونا»، دون حفل زفاف ودائماً كان شعارهما «كفاية أننا مع بعض»، وتوجت قصة الحب الكبيرة التى كانت شبه مستحيلة من وجهة نظرهما وأسرتيهما، بطفلتهما الأولى «فريدة» وفى انتظار ملاك آخر يزيدهما حباً وعشقاً.