الضحك مرادف لحالة البهجة التي تصنعها السعادة والمرح، ويستجيب لها الإنسان عند تعرضه لما يثيره من مواقف غريبة يشاهدها أو نكات يسمعها تستدعي الضحك، ولا تتوقف هذه الاستجابة على فئة عمرية معينة، فالطفل يضحك مثل البالغ وكبير السن يفعل الشيء نفسه، وإن كان للضحك فوائد من الناحية النفسية وعلاج الاكتئاب، فلماذا قال رسولنا محمد إن كثرة الضحك يميت القلب؟.
حديث النبي عن الضحك
في حديثٍ شريف رواه أحمد بن حنبل والترمذي، أوصى رسول الله صحابته بعدة وصايا جاء منها: «ارْض بما قسم الله لك تكن أغنى النّاس، وَأحسن إِلى جارِك تكن مؤمنا، وأحِب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تُكْثِر الضحك، فإنَّ كثرةَ الضحك تُميتُ القلب»، وهنا يأتي التساؤل الذي يجيب عنه الشيخ عبد العزيز النجار من علماء الأزهر الشريف خلال حديثه لـ«الوطن»، فيقول إن الضحك من خصائص الإنسان وحده، لأنه يأتي بعد فهم وتفسير ما سمعه أو شاهده، والإسلام بوصفه دين الفطرة لا يحجر على الإنسان حقه في الضحك والتبسط، بل هو على العكس يدعو المسلم لأن يكون متفائلاً يُسعد غيره ببسمته، يعيش حياته بسعادة ورضا، مقتدياً في ذلك برسوله الكريم الذي كان برغم همومه يحيا مع أصحابه حياةً مثالية يشاركهم فيها ضحكهم ومزاحهم، كما يشاركهم أحزانهم وجدهم.
الشيء إذا تجاوز حده انقلب ضده
ويضيف الشيخ عبد العزيز النجار، بأن فحوى الحديث سالف الذكر لا تتعارض مع الأبحاث العلمية التي تثبت فوائد الضحك على الصحة العقلية والبدنية، لأن النبي نهى عن كثرة الضحك وليس كل الضحك، فالكثير من الهزل الذي لا تستقيم معه الحياة والمبالغة في إضحاك الآخرين ولو على حساب الدين كأن يكذب المتحدث ويحتال على مستمعيه بمواقف ابتدعها ليضحكهم، ما فيها من الحق في شيء، إنما هو اختلقها اختلاقاً ليضحك بها من حوله، كل ذلك يحيد المرء عن العبادة ويصرفه عن ذكر الله وهو ما يؤدي إلى موت القلب، فالموت المقصود في الحديث الشريف هو موت معنوي وليس موتاً بيولوجياً، وكل قلب غافلٍ عن التسبيح مبتعدٍ عن طاعة الله، هو قلب ميت في الإسلام.
تعليقات الفيسبوك