أضخم فانوس: الطول 6 أمتار.. وسعره 12 ألف جنيه
أطول فانوس رمضاني
منذ نعومة أظافره، عشق إسماعيل صابر، من محافظة أسيوط، فن «الآركت»، وأتقن تفريغ الأخشاب طبقاً للأشكال المطلوبة بالرسومات المصممة بمقاييس محددة لإخراجها فى شكل يتناسب مع المكان الملائم والمخصص لذلك، حلم طفولة الرجل الصعيدى لم يتحقق بسهولة، خاصة بعد فشله فى الالتحاق بإحدى كليات الفنون الجميلة لتعلم فن النحت، ويكتب له القدر الالتحاق بكلية الزراعة.
أنهى «صابر» دراسته الجامعية والتحق بوظيفة حكومية مرموقة فى إحدى الشركات، ولكنه قرر التضحية بوظيفته بحثاً عن الفن الذى تربى على حبه: «استقلت لأنى حسيت إنه مش مكانى وإنى مش هقدر أبدع فى الوظيفة بقدر إبداعى فى فن الآركت، وقتها كانت خطوة صعبة لأن الكل كان شايف إنى إزاى أسيب وظيفة مضمونة ومصدر دخل ثابت وأروح أشتغل فى فن معنديش تفاصيل كتيرة عنه غير إنى بحبه، لكن قررت التحدى وأخدت كورسات فى القاهرة وقدرت أتعلم صح».
وعن فانوس رمضان الذى يقوم «صابر» بتصميمه وتنفيذه من خشب «إم دى إف» كل عام، يقول إنه دائماً ما يحاول ابتكار أشكال من الفوانيس تتناسب مع ذوق المصريين وطريقة احتفالاتهم المختلفة بقدوم شهر رمضان، وهو ما جعله يقدم كافة أحجام الفوانيس بأسعار متفاوتة تناسب الجميع: «الكل هيفرح معانا فى رمضان، بعمل فوانيس خشب بـ250 جنيه وبعمل برضو فوانيس ممكن يوصل سعرها لـ20 ألف جنيه، والزبون هو اللى يختار شكل الفانوس اللى هو عايزه».
تمكّن «صابر»، فى العام الماضى، من تنفيذ أكبر فانوس فى مصر بطول 6 أمتار وتكلفة تجاوزت 12 ألف جنيه، وتصميمه استغرق 4 أيام، وهو الأمر الذى يعتبره إنجازاً كبيراً: «جالى عميل من شركة خاصة وطلب إنى أعمل فانوس ضخم، ومن هنا كان التحدى، بدأت أفكر إزاى هوصل لارتفاع عالى من غير ما يقع منى، وإزاى أصلاً هنقل الفانوس من مكان لمكان تانى مع الارتفاع الضخم ده».
على سقالات خشبية كان «صابر» يصعد إلى أعلى الفانوس لإتمامه بشكل أمثل قبل أن يدخل مرحلة التشطيب النهائية والتى يتم خلالها رشه باللون الذى يحدده العميل: «فك وتركيب الفانوس من أكثر الصعوبات اللى واجهتنى لأن اللى هيشترى فانوس بالطول ده هيكون عايز يفكه بعد نهاية رمضان ويحتفظ بيه للسنين الجاية، علشان كده بصمم الفانوس بحيث يكون سهل الفك والتركيب حتى لو كان حجمه صغير، وعلشان أحافظ عليه أكتر بحط له مادة عازلة علشان تمنع تسرب الرطوبة جواه، وبجهزه علشان يكون سهل توصيله بالكهرباء وبركب جواه سماعات علشان فيه ناس بتحب تشغل أغانى رمضان».