مصر مع «أقطاب العالم».. عهد جديد من التعاون والشراكة
وفد روسى خلال زيارته إلى «القاهرة» لبحث الاستثمار فى مصر «صورة أرشيفية»
وضعت مصر على مدار العشر سنوات الماضية، رؤية جديدة للتعامل مع الأقطاب الدولية الكبرى، تعتمد على الشراكة والتحالف فى إطار المصالح المشتركة، ووفقاً لعدد من الخبراء والمحللين، فقد شهدت السياسة الخارجية المصرية تطوراً كبيراً خلال العقد الماضى، لا سيما على المستوى الدولى، وهو ما ظهر بوضوح فى توطيد وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، وظهر ذلك بوضوح فى زيادة التبادل التجارى، وزيادة ضخ الاستثمارات الأجنبية، وهو ما يتم اعتباره شهادة ثقة فى القيادة والسياسة الخارجية لمصر.
فعلى صعيد العلاقات المصرية الصينية، أصبحت تشهد تطوراً ملحوظاً، بدايةً من زيادة التبادل التجارى بين البلدين، حتى أصبحت الصين هى الشريك التجارى الأول لمصر، بينما مصر هى الشريك الرابع للصين، وقد وصل حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى نحو 16.25 مليار دولار فى عام 2022، بحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وتصل واردات مصر من الصين لنحو 14.4 مليار دولار، بينما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى الصين لتصل إلى 1.85 مليار دولار، فيما بلغ حجم العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وروسيا فى عام 2022، إلى 6 مليارات دولار.
«العنانى»: أمريكا تعتبر مصر شريكاً وحليفاً قوياً
وأكد الدكتور أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، لـ«الوطن» أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة شهدت تطوراً ملحوظاً خلال العقد الأخير، إذ ارتفعت قيمة التبادل التجارى خلال عام 2021، لتصل إلى نحو 2.1 مليار دولار، مقابل 1.6 مليار دولار فى عام 2020، بارتفاع تصل نسبته إلى 27.8%، مشيراً إلى ارتفاع الصادرات المصرية للولايات المتحدة لتصل إلى 525.4 مليون دولار فى 2021، مقابل 394 مليون دولار خلال عام 2020، بنسبة ارتفاع 32.7%، وأضاف: «على مستوى العلاقات الدبلوماسية، فالعلاقة بين القاهرة وواشنطن تتخذ طابعاً مختلفاً، إذ تعتبر الولايات المتحدة مصر حليفاً استراتيجياً، خاصةً فى ظل الوساطة التى تتشارك فيها مصر مع الولايات المتحدة فى محاولة حل الأزمة الراهنة فى قطاع غزة».
«اليمنى»: روسيا دعّمتنا بالتكنولوجيا النووية
فيما أوضح الدكتور محمد اليمنى، الخبير فى العلاقات الدولية والاقتصادية، أن العلاقات الروسية المصرية استطاعت أن تحقق تقدماً ملحوظاً خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث شهدت العلاقات بين البلدين فى عهد الرئيس السيسى زخماً كبيراً، وهو ما يرجع إلى توافق الرؤية، وقد حصلت مصر على دعم موسكو فى الانضمام إلى مجموعة «البريكس»، والتى أثرت بالإيجاب على الاستثمارات والاقتصاد المصرى، وأضاف أن العلاقات بين البلدين شهدت قفزة نوعية، إذ تعتبر روسيا من أوائل الدول التى دعمت حصول مصر على التكنولوجيا النووية، وتسهم فى إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، وفى إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلاً عن التعاون فى مجال التعليم، من خلال تبادل البعثات التعليمية وإنشاء جامعة روسية فى مصر، لتدريس العديد من المجالات، مثل الهندسة والطب والزراعة التى يرتادها أكثر من 16 ألف طالب مصرى.
وعلى الصعيد الاقتصادى، أشار «اليمنى» إلى أن مصر تستحوذ على نحو 35% من حجم التبادل التجارى بين روسيا والدول العربية، موضحاً أن روسيا تُعد شريكاً استراتيجياً لمصر، وعلى الأخص خلال العقد الأخير، حيث بلغ عدد الشركات الروسية التى لها استثمارات فى مصر، نحو 467 شركة فى عام 2021، تعمل فى مجالات مختلفة، مثل البترول والغاز والسياحة والتشييد والبناء، وتوفر نحو 35 ألف وظيفة، فضلاً عن زيادة الاستثمارات فى قطاع السياحة، حيث شهدت حركة السياحة الواردة من روسيا انتعاشة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.
وكذلك تشهد العلاقات المصرية الصينية نمواً متزايداً خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس قوة اقتصاد البلدين، وفق ما أكد الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد الدولى، والذى قال إن الصين هى الشريك التجارى الأول لمصر، بينما مصر هى الشريك الرابع للصين، وقد وصل حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى نحو 16.25 مليار دولار فى عام 2022، حيث تصل واردات مصر من الصين نحو 14.4 مليار دولار، بينما ارتفعت الصادرات المصرية إلى الصين إلى ما مقداره 1.85 مليار دولار.
وأضاف «العمدة» أنه خلال عهد الرئيس السيسى شهدت العلاقات بين القاهرة وبكين زخماً كبيراً، فمع بداية ولايته فى 2014، تم توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مؤكداً أن هذا انعكس على تطور العلاقات وتعزيز التعاون فى مجالات مختلفة، وبالأخص فى القطاع الصناعى، وأوضح أن أهم المبادرات التى تجمع البلدين هى مبادرة «الحزام والطريق»، التى تعمل على زيادة التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين، موضحاً أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس هى منطقة محورية ضمن هذه المبادرة، وهو ما سيؤدى إلى زيادة ضخ المزيد من الاستثمارات الصينية فى السوق المصرية.