أقباط: علاقة الأزهر بالكنيسة يحكمها توافق الإمام والبابا
يرى باحثون وناشطون أقباط أن علاقة مؤسسة الأزهر والكنيسة المصرية، دائماً ما تتوقف على العلاقة الشخصية بين الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة، فيما يؤكد الإسلاميون أنها علاقة تاريخية، تنكشف أصالتها، ومعدنها فى الشدائد.
وقال سامح فوزى، الباحث القبطى، إن علاقة أكبر مؤسستين دينيتين فى مصر «الأزهر والكنيسة»، فى صعود وهبوط يحددها كل من شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة الأرثوذكسية، فقط، فإذا كان بينهما قدر من التفاهم، انعكس الأمر على علاقة المؤسستين، أما إذا كان بينهما بعض المشاكل، أو الاختلافات فى وجهات النظر، تحولت العلاقة دون سابق إنذار نحو الفتور.
وعن مراحل التفاهم والاختلاف بين الأزهر والكنيسة، يضيف «فوزى»: «فترات التفاهم فى تاريخ المؤسستين الدينيتين كانت جلية فى الفترة الماضية، بين كل من الدكتور سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الراحل، والبابا شنودة الثالث، واستمر مؤشر التفاهم فى طريق الصعود، بعد أن تولى الدكتور أحمد الطيب منصب شيخ الأزهر، فهناك تفاهم متبادل بين الطرفين، وبالتالى كانت مواقف الأزهر وقراراته تتماشى مع مواقف الكنيسة، فعندما أعلن، مثلاً، فى عهد «طنطاوى» تحفظه على قانون دور العبادة الموحد، كانت الكنيسة أبدت رفضها له فى وقت سابق على موقف الأزهر».[Quote_1]
ويتابع: أما مراحل الهبوط، فى علاقة المؤسستين، فكانت فى فترة تولى الشيخ جادالحق على جادالحق منصب شيخ الأزهر، واتصفت علاقته وقتها بالبابا شنودة بالفتور، وهو ما انعكس على علاقة المؤسستين، ونفس الأمر كان فى عهد الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الراحل، فوقتها اعترض الأزهر على كثير من المطالب القبطية التى كانت ترفعها الكنيسة، عن مشاكل الأقباط، وتقنين الشريعة، وقانون «الردة».
وألقى «فوزى» باللوم على النظام الحاكم، فى «تمييع» علاقة الأزهر والكنيسة، ما أدى إلى خروجها عن الشكل المؤسسى المحكوم، إلى نمط تحكمه العلاقات الشخصية بين شيخ الأزهر والبابا، متوقعاً أن يستمر التفاهم بين «الطيب» والبابا تواضروس الثانى، بعد محاولات الأول للتقريب فى الفترة الأخيرة، وتأسيس «بيت العيلة»، ورغم أنه لا توجد له ثمار إلى الآن، فهو على الأقل يعد إطاراً مؤسسياً تتشارك فيه الكنيسة والأزهر.
وفى ظل حالة الجدل الدائرة حول النص على مرجعية الأزهر فى تفسير مسائل الشريعة الإسلامية فى الدستور الذى تُعده الجمعية التأسيسية، قال ممدوح رمزى، الناشط الحقوقى القبطى، إن الكنيسة غير معترضة على اعتماد الأزهر كمرجعية إسلامية، لما لديها من ثقة فى قيادات تلك المؤسسة الدينية التى تمثل الإسلام الوسطى، مضيفاً: «لكننى أخشى أن يتحول الأزهر غداً إلى مؤسسة غير وسطية، يقودها المتشددون، وعندها سيدفع الوطن أجمع ضريبة التشدد».
وطالب «رمزى» بأن تكون المرجعية لجهة مدنية محايدة، مثل المحكمة الدستورية العليا، وليس للأزهر أو غيره من المؤسسات الدينية، وهذا هو الموقف الذى أعلنته الكنيسة المصرية صراحة فى تلك القضية، وطالبت به قيادات الطوائف المسيحية الثلاث، من خلال ممثليها فى الجمعية التأسيسية.
فى المقابل، رأى الدكتور فوزى الزفزاف، وكيل الأزهر الأسبق، أن هناك كثيراً من الجوانب الإيجابية فى علاقة مؤسسة الأزهر بالكنيسة المصرية، وبالمسيحيين عموماً من مختلف الطوائف، وأن التاريخ شاهد على وحدة المسلمين والمسيحيين، فى أوقات الشدة والثورات، فعندها يتلاحم رجال الأزهر مع القساوسة والرهبان والأساقفة، ويتعاونون لعبور الأزمات والانتقال بالبلاد نحو وضع أفضل.
وأوضح «الزفزاف» أن العلاقة الجيدة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر تأتى انعكاساً لتوجهات وروحانيات المؤسسات الدينية المسيحية والإسلامية، مضيفاً: «هناك إيجابيات وحالة من الانسجام، ولم يحدث فى يوم أن وصل الأمر إلى حد التصادم، خصوصاً فى أوقات الشدة، هذا ما حدث فى «ثورة 19»، وفى الحروب والمحن التى مر بها الوطن».
أخبار متعلقة:
الأزهر الشريف.. فى قلب معركة «الدين والسياسة»
الكعبة الثانية.. تبحث عن"استعادة التأثير" بعد الثورة
«أعمدة»الجامع.. قِبلة علم أصابها التآكل
غاب عن الدعوة.. فظهر المتشددون والدعاة الجدد
أقباط: علاقة الأزهر بالكنيسة يحكمها توافق الإمام والبابا
1000 عام من منح الشرعية الدينية للسلطة.. وتأييد الثورات بعد نجاحها
الميزانية.. 6.8 مليار تلتهمها الأجور
د.أحمد عمر هاشم: الأزهر إرادة الله.. والسلفيون لن يسيطروا عليه
أحمد بهاء الدين شعبان: اليوم وزير الأوقاف سلفى.. ولا نعلم غداً من سيكون شيخاً للأزهر