د.أحمد عمر هاشم: الأزهر إرادة الله.. والسلفيون لن يسيطروا عليه
وصف الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، الأزهر بأنه إرادة الله فى الكون، وأنه قد يقبل أن يعترض أحد على رجاله، لكن أن يعترض أحد على الأزهر، العلم والتاريخ، فهذا، كما وصفه، عين الخطأ، ويرى أن وجود الأزهر هو حفاظ على العالم كله وليس على مصر أو الإسلام فقط؛ لأنه منبع الإخلاص، كما يتحدث فى الحوار عن دور الأزهر فى العالم، ومدنية الدولة، وهيمنة التيارات الدينية.
* لماذا تعترض بعض القوى السياسية على أن يكون الأزهر مرجعية فى الدستور؟
- ما سمعت بهذا، ولا أظن أن أحداً يعترض على مرجعية الأزهر؛ لأنه ليس أشخاصاً أو منشآت، لكنه علم وشريعة وتدين وتاريخ أمة، ولا أظن أن أحداً على ظهر الأرض فى الداخل والخارج يعترض على مرجعية الأزهر.
* لكن الاعتراض جاء من سلفيين وليبراليين بالجمعية التأسيسية للدستور؟
- إن جرى اعتراض على بعض الأشخاص فهذا أمر وارد، إنما على الأزهر نفسه فهذا عين الخطأ؛ لأنه تاريخ، وشاء الله له أن يبزغ نجمه بعد قرون ليكون مرجعية العالم كله، وهو ما جعل بعض المؤرخين يقول: من لم يذهب إلى مصر ما رأى مهد الإسلام ولا عزه؛ لأن فيها الأزهر الشريف.
* وكيف فى رأيك تحل مشكلة المرجعية الدينية فى ظل الخلافات بين القوى السياسية؟
- إذا دخلت الخلافات السياسية بين القوى والتيارات السياسية، فسنظل جامدين فى طريق مستقبل مصر، ولا يمكن أن ننهض إلا بالتعاون ووحدة الصف وطرح الخلافات، وبداية الحوار، فإنه كفيل بإيجاد مخرج.
* ما رأيك فيما يقال بأن التيار الليبرالى يخشى من سيطرة السلفيين على مفاصل الأزهر؟
- لا أتوقع حدوث ذلك، فالأزهر إرادة إلهية، شاء الله أن يكون هكذا ولن يستطيع أحد أن يمحوه من كون الله.
* ما الشكل الذى سبق وقلتم إن الإمام الأكبر الراحل الشيخ عبدالحليم محمود قننه للشريعة وقدمه لمجلس الشعب ولم ينفذ؟
- عندما تولى رحمه الله مشيخة الأزهر شكل لجاناً بمجمع البحوث الإسلامية للقرآن والحديث والتفسير والسيرة والعقيدة، وشكل لجنة كبرى متخصصة من كل المذاهب لتضع أحكام الشريعة فى قالب قوانين، بحيث لو وضعت أمام القاضى يستطيع أن يحكم بمقتضاها، وذلك فى شتى الأمور؛ كأحكام الزواج والطلاق والربا وغير ذلك، وبالفعل عكفت اللجنة وأنجزت، وعندما انتقل إلى رحاب الله لم يرَ المشروع النور، وندعو الله أن يقيد لمجلس الشعب المقبل رجالاً أمناء يستخرجون هذه القوانين فهى فى الأدراج، لكى يتم تطبيقها، خصوصاً وكثير من البلدان الإسلامية طلبت هذه القوانين وأبدت الاستعداد لتطبيقها.[Quote_1]
* يتخوف البعض من إلغاء مؤسسة الأزهر أو تحجيم دوره فى ظل مناداة البعض بإقامة دولة دينية، ما تعليقك؟
- طبعاً هناك تخوف وحذر من هذا، ولئن حدث هذا، لا قدر الله سبحانه وتعالى، فإن ذلك سيكون أكبر خطر ليس على الأزهر فحسب، ولا على مصر فقط، بل على العالم بأسره؛ لأن الأزهر هو الحفيظ على أشرف تراث فى الوجود، وحينما يراد له هذه النهاية أو هذا الخطر، فمعنى هذا أنه لا يوجد إخلاص للأزهر أو لمصر أو للإسلام أو للعالم، منهج الأزهر هو الوحيد فى العالم الذى لم يخرج منه متطرف أو إرهابى أو منحرف، إلا من خالف صحيح منهجه، ولأجل ذلك كانت تأتينا دول ودوائر علمية، وأنا رئيس لجامعة الأزهر، لتطلب معادلة شهاداتها بشهادات الأزهر، وكنا نرفض ونقول لهم بأن هناك مواد كالقرآن والتفسير والحديث والعقيدة والتوحيد وغيرها تدرس فى الأزهر، فيبدون استعدادهم لدراستها فى الأزهر وعلى أيدى أساتذته.
أخبار متعلقة:
الأزهر الشريف.. فى قلب معركة «الدين والسياسة»
الكعبة الثانية.. تبحث عن"استعادة التأثير" بعد الثورة
«أعمدة»الجامع.. قِبلة علم أصابها التآكل
غاب عن الدعوة.. فظهر المتشددون والدعاة الجدد
أقباط: علاقة الأزهر بالكنيسة يحكمها توافق الإمام والبابا
1000 عام من منح الشرعية الدينية للسلطة.. وتأييد الثورات بعد نجاحها
الميزانية.. 6.8 مليار تلتهمها الأجور
د.أحمد عمر هاشم: الأزهر إرادة الله.. والسلفيون لن يسيطروا عليه
أحمد بهاء الدين شعبان: اليوم وزير الأوقاف سلفى.. ولا نعلم غداً من سيكون شيخاً للأزهر