في اليوم العالمي للحيوان.. اعرف حكم الاقتناء والتربية بالمنزل؟
حيوانات
يحل اليوم 4 أكتوبر اليوم العالمي للحيوان، والذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على حياة وحقوق الحيوان، ويحرص الكثير من الناس على اقتناء وتربية الحيوانات، وسط حالة من الجدل حول مدى شرعية ذلك من عدمه، وهو ما حرصت دار الإفتاء المصرية على توضيحه.
حكم اقتناء وتربية الحيوانات
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الحيوانات لها مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، حيث ذكر القرآن الكريم العديد من الكائنات الحيوانية وأكد على أهمية الرفق بالحيوان.
يشدد الإسلام على ضرورة الإحسان في معاملة الحيوانات، ويعتبر القسوة تجاهها ظلمًا يُحاسب عليه المسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في كل كبد رطبة أجر»، وهو حديث نبوي يوضح أن هناك أجرًا في الرفق بجميع المخلوقات الحية.
هل يجوز تربية الحيوانات ؟
واعتبرت دار الإفتاء المصرية، في فتواها عبر موقعها الإلكتروني، أنّ تربية الحيوانات أمرًا جائزًا، بشرط أن تُراعي حقوق تلك الحيوانات وأن يتم العناية بها بشكل لائق. على سبيل المثال، يذكر في الحديث الصحيح أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها دون طعام أو شراب، ما يشير إلى أن القسوة تجاه الحيوانات تُعد معصية كبيرة.
الانتفاع من الحيوان
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الأصل في الحيوانات الطاهرة المنتفع بها هو جواز اقتنائها والانتفاع بها وتداولها بعقود البيع والشراء ونحوها؛ وذلك لكونها بعضًا ممَّا سخره الله تعالى لمنفعة الإنسان وخدمته وتنعمه؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي االسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ [لقمان: 20]، وقال سبحانه: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: 13].
وقد جاء في آيات القرآن الكريم ما يدل على جواز اقتناء الحيوانات وغيرها بقصد الانتفاع بحسنها والتحلي بها؛ طلبًا لإدخال السرور على النفس؛ قال تعالى: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 8]، وقال جل شأنه: ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾ [النحل: 14].
وبهذا فإن الإفتاء تؤكد: «لا مانع شرعًا من اقتناء الكلاب التي يحتاجها المكلف في حياته وعمله، بشرط عدم ترويع أو إزعاج الناس، واقتناؤه في هذه الحالة لا يمنع مِن دخول الملائكة على قول كثيرٍ من أهل العلم. أما عن نجاسة الكلب ومكانه فيمكن الأخذ في ذلك بمذهب المالكية القائلين بطهارة الكلب، ويُنصَح بوضعه في حديقة الدار إن وجدت، وإلَّا فليجعل الإنسان لنفسه في بيته مصلًّى لا يدخله الكلب».
الرفق بالحيوان في الإسلام
وأوضحت أن البعض يظن أن الاهتمام بقضية الرفق بالحيوان بلغ منزلة عظيمة في ظل الحضارة الغربية الحديثة، في حين أن نظرةً خاطفةً لتراث المسلمين تؤكد أن هذا الاهتمام، بل والتطبيق العملي له، نشأ نشأةً حقيقية بين المسلمين من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما تلاه من عهود، كيف لا، وهذه القضية مظهرٌ من مظاهر الرحمة، التي جاء الإسلام ليكون عنوانًا عليها، وجاء الرسول ليكون تجسيدًا لها؛ قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، ليس للآدميين فحسب، بل للعالمين؛ من إنسانٍ، وحيوانٍ، وماءٍ، وهواءٍ، وجمادٍ، ... إلخ.