«الوطن» ترصد المعاناة بين «طرابلس» و«رأس جدير» التونسى
لأكثر من أسبوعين يجد المصريون فى ليبيا أنفسهم بلا مأوى، محاصرين بين قذائف الميليشيات المتحاربة، وصعوبات السفر إلى تونس للانتقال إلى مصر، والمعاملات المهينة التى لاقوها من الأمن الليبى عند معبر رأس جدير، حتى إنه تم قتل اثنين منهم بالرصاص، أمس الأول.
يقول أسعد شعت، أحد العمال المصريين: «إننا نشعر بأننا لسنا بشراً أو لدينا كرامة بسبب المعاملة المهينة التى لاقيناها عندما وصلنا إلى معبر رأس جدير، بعد أن اتبعنا ما قالته القنصلية بالذهاب إلى معبر رأس جدير التونسى للسفر إلى مصر». وأضاف: «أتى إلينا مندوب من القنصلية وأكد لنا أن الأمور الخاصة بوثائق السفر للمصريين سيتم تنسيقها وحلها، وأمام مندوب القنصلية تعرضنا للضرب بالحديد واللطم على الوجه، وأُطلق علينا الرصاص، ونظفنا الأرض وجمعنا القمامة تحت معاملة مهينة للغاية من الأمن الليبى».
وتابع: «أعطوا لنا وثيقة تتم الموافقة عليها من الأمن الليبى مقابل 150 ديناراً، لكن مندوب القنصلية قال لنا من معه 500 دينار يدفعها ونحن سنرتب له كل الأمور ولا علاقة له بأى أمور إجرائية، قلنا له ليس معنا ما يكفى، فرد بأنه لن يكون هناك سفر اليوم، انتظروا حتى الغد». وقال «أسعد»: «لم يعد مندوب القنصلية إلينا، أربعة أيام نحاول الحصول على الموافقات الخاصة بالسفر من المعبر، وسيارات الأمن الليبى تضرب فينا، وبعضنا تعرض لكسور فى العظام، حتى جاء وفد ليبى وتحدث معنا، الوفد قال لنا: إذا أتى مندوب القنصلية المصرية احتجزوه هنا ولا تتركوه حتى يشعر بمعاناتكم وحتى تتمكنوا من السفر.. ثم فشلت فى السفر وعدت مرة أخرى إلى طرابلس».
أما خالد توفيق، عامل مصرى، فيقول: «أقسم بالله العظيم إننا نعانى معاناة غير عادية، لا أكل أو شرب أو نوم عند معبر رأس جدير، والليبيون يضربون النار فوق رؤوسنا، وبالفعل هناك شخصان توفيا». وأضاف: «الليبيون منعوا الإعلام التونسى من تصوير ما يلاقيه المصريون، لأننا نعامل وكأننا أولاد شوارع أو كلاب». وقال «خالد»: «سنموت هنا، والإعلام لا بد أن ينقل ما يحدث لنا عند المعبر، لازم تلحقونا».
ويقول محمد حمدى، يعمل فى طرابلس: «إن المصريين تحت حصار القصف المتبادل بين الميليشيات فى طرابلس، كثير منهم قرر المغادرة وأراد الذهاب إلى معبر رأس جدير مثلما طلبت السلطات المصرية، لكن بعض المصريين تعرضوا للنصب من الليبيين». وأضاف: «الليبيون الذين كانوا ينقلون المصريين إلى رأس جدير بعضهم أخذ مبالغ مالية مقابل نقل المصريين، لكنهم يتركونهم فى بلدة تبعد حوالى 100 كيلومتر من معبر رأس جدير».
ويتحدث «محمد» عن 7 ساعات من الرعب قضاها هو وزملاء له تحت حصار الميليشيات فى طرابلس، ويقول: «كنت فى شارع الشوك، حيث أعمل، اتصل بى أصدقائى فى شارع المطبات القريب من شارع المطار الذى يشهد الاشتباكات الكبيرة بين ميليشيات مصراتة وميليشيات الزنتان، وقال أصدقائى إن المنزل الذى يقيمون فيه دمر بسبب سقوط صاروخ عليه، فقلت لهم سآتى إليكم ومعى سيارة لنقلكم». وتابع: «ذهبت إليهم فوجدت كل شىء مدمراً فى المنزل، الجدران محطمة بسبب الصاروخ، أردنا الخروج تجددت الاشتباكات بين الميليشيات بالصواريخ، كنا نشعر برعب شديد بسبب صوت الصواريخ، فدخلنا جراج منزل أحد الليبيين، هدأت الاشتباكات فأردنا الخروج تجددت مرة أخرى، وقطعت الميليشيات الطرق وظللنا تحت هذا الحصار لـ7 ساعات».
من جهته، يقول محمد خلف محمد، حداد مسلح: «نحن غير قادرين على الاستمرار فى ليبيا وفى نفس الوقت غير قادرين على دخول تونس ومنها إلى مصر، الصواريخ تمر من فوق رؤوسنا فى طرابلس، لا نقود لدينا أو عمل. والأسعار ارتفعت بدرجة كبيرة». وأضاف: «سمعت ما يقال فى التليفزيون عن توجه المصريين إلى رأس جدير، لكن أبناء عمى حذرونى من الذهاب إلى هناك، بعد أن تعرّض بعضهم للتعذيب، وبعضهم مريض الآن». وتابع «محمد»: «نحن محاصرون من كل جهة، بين الميليشيات المتقاتلة والبلطجية الذين يملأون الشوارع، وإذا أردنا السفر براً فإن هؤلاء البلطجية يسلبون منا أموالنا وملابسنا وكل شىء معنا».
أخبار متعلقة:
حكايات «العائدين من الموت» فى ليبيا
الفوج الثانى من العائدين فى مطار القاهرة: عشنا «رحلة موت» تحت وابل الرصاص للوصول إلى تونس
شماتة الإخوان فى العالقين: «المعبر يوم لك ويوم عليك»
«على»: شاهدت مقتل 23 عاملاً مصرياً بقذيفة على مسكنهم
«بركات»: تجهيز سلاح «أنصار الشريعة» كان يصيبنى بالرعب
«الحسينى»: «رفضت دفع رشوى عشان أرجع مصر»
«تامر»: سيبت فلوسى وهربت ومفيش حد هيعوّضنى
«الشحات»: «كنا بنطبخ فى طرابلس على الفحم والخشب»