«تامر»: سيبت فلوسى وهربت ومفيش حد هيعوّضنى
بلهفة مثل باقى الأسر التى وُجدت فى مطار القاهرة منذ الصباح الباكر، راح حسن عبدالغنى، الرجل الخمسينى ابن محافظة الغربية، يفتش عن ابنيه «تامر» و«محمد»، اللذين اعتادا السفر إلى ليبيا بحثاً عن عمل لم يجداه فى مصر، انتظر «حسن» وصول الطائرة الليبية التى تقل ولديه مع غيرهما من المصريين الذين كانوا عالقين فى طرابلس، يقول إنه وافق على سفرهما منذ خمسة أشهر، رغم أن رحى الحرب والاضطرابات فى ليبيا لم تتوقف، لكن «أكل العيش مر». يقول أبوتامر: «عيالى بقالهم 8 سنين بيسافروا ليبيا، وكان رزقهم الحمد لله كويس، لكن بعد حرب ليبيا والثورة الليبية والاشتباكات بين كتائب القذافى والجيش الحر الليبى، عيالى نزلت وكان لها فلوس عند الناس فى ليبيا، وقعدوا فى مصر لحد ما الموقف هدى، ورجعوا مرة تانية ليبيا يكملوا شغلهم، وسافروا من خمس شهور، إحنا عارفين إن السفر والغربة فى ليبيا فى الوقت الحالى مرمطة وتعرض للموت بس هنعمل إيه؟ أكل العيش».
يستكمل الرجل: «أنا عيالى الاتنين معاهم دبلوم زراعى، ولو ما سافروش للعمل خارج مصر مش هنلاقى ناكل، وفيهم واحد متجوز وعنده 3 أطفال، وأخوه الآخر يجهز نفسه للزواج، طيب عيالى لو ما سافروش برّه مصر للعمل كانوا هيوفروا نفقات جوازهم منين؟».
يصل «تامر» و«محمد»، ابنا الحاج حسن، إلى باب الخروج، يستقبلهما الرجل بالأحضان شاكراً الله على سلامتهما، يقول «تامر»، الابن الأكبر: «أنا كان شغلى فى منطقة تسمى مسلاتة، تبعد عن طرابلس حوالى 130 كيلو، والحمد لله كان الوضع فيها أفضل من طرابلس، وكنا عايشين فيها وشغالين كويس، لكن الخطر كان بيتحرك من مكان لآخر، وكانت الاشتباكات بتنتقل فى أماكن مختلفة، وأنا رجعت فى أسرع وقت وتركت أجرى هناك لم أحصل عليه أنا وعدد من الناس، مين هيعوضنا؟».
أخبار متعلقة:
حكايات «العائدين من الموت» فى ليبيا
«الوطن» ترصد المعاناة بين «طرابلس» و«رأس جدير» التونسى
الفوج الثانى من العائدين فى مطار القاهرة: عشنا «رحلة موت» تحت وابل الرصاص للوصول إلى تونس
شماتة الإخوان فى العالقين: «المعبر يوم لك ويوم عليك»
«على»: شاهدت مقتل 23 عاملاً مصرياً بقذيفة على مسكنهم
«بركات»: تجهيز سلاح «أنصار الشريعة» كان يصيبنى بالرعب
«الحسينى»: «رفضت دفع رشوى عشان أرجع مصر»
«الشحات»: «كنا بنطبخ فى طرابلس على الفحم والخشب»