«على»: شاهدت مقتل 23 عاملاً مصرياً بقذيفة على مسكنهم
حينما دخلت الطائرة التى تقله من ليبيا إلى الأجواء المصرية، تنفس «على شحاتة» الصعداء، بعد أن قضى أياماً عصيبة تعرضت حياته للخطر خلالها، وكاد يكون فى تعداد الموتى، الشاب الثلاثينى الذى يعمل «حلاقاً» فى إحدى مناطق طرابلس العاصمة التى يقول إنها تشهد اشتباكات عنيفة بين القوات المتناحرة فى ليبيا، يروى مشاهد مقتل 23 مصرياً بقذيفة صاروخية سقطت على مساكنهم فى منطقة «الكريمة» بشارع السنطة بالعاصمة.
يقول «شحاتة»: «الحمد لله، أنا مش مصدق إننا وصلنا البلد، الموت كان بيحاصرنا من كل اتجاه، ناس كتيرة ماتت من الليبيين والمصريين وناس أصيبت، وناس اتقتلت ولم يستطع أحد أن يدخل لمكان الاشتباك حتى يُخرج جثثهم».
يصمت الشاب قليلاً ويسترجع ما رآه فى رحلة البحث عن الرزق، ويضيف: «أنا ساكن فى منطقة الكريمة فى نفس المكان اللى مات فيه المصريين، وشفت بعينى ما حدث هناك، كانوا نايمين فى مساكنهم زى كل يوم، وفجأة سقطت القذيفة وأحدثت ذعراً بين أهل المنطقة، وكل الناس خرجت لتهرب من الموت».
بعد هذه الواقعة قرر «شحاتة» أن يعود إلى بلده، وبدأ فى السعى للحصول على تذكرة طيران عودة إلى القاهرة، لكن كانت رحلات الطيران متوقفة، حتى أعلن عن أول رحلة ستعود للقاهرة من أحد المطارات الحربية الليبية نظراً لتدمير مطار طرابلس وتوقفه عن العمل، يقول: «ذهبت لشركات حجز الطيران ولم أجد كرسياً واحداً، وكان على الشركات زحام شديد، كل المصريين يرغبون فى العودة إلى بلدهم، لكنى فى النهاية دفعت رشوة 500 جنيه لأحد السماسرة حتى يعطينى تذكرة للعودة».
«على شحاتة» ابن قرية شاوة التابعة لمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية كان يعتمد فى دخله على السفر إلى ليبيا ويعود من عام لآخر فى إجازة خاطفة كى يرى أسرته، فلم يجد «شحاتة» عملاً فى بلده يستطيع أن يدبر منه مستوى معيشياً يرضيه، يقول: «قرش الغربة بيتوفر، أما قرش البلد بيكون قليل ولا يتوفر منه شىء، أنا عندى أسرة وعيال عايز أساعدهم فى مستقبلهم».
أخبار متعلقة:
حكايات «العائدين من الموت» فى ليبيا
«الوطن» ترصد المعاناة بين «طرابلس» و«رأس جدير» التونسى
الفوج الثانى من العائدين فى مطار القاهرة: عشنا «رحلة موت» تحت وابل الرصاص للوصول إلى تونس
شماتة الإخوان فى العالقين: «المعبر يوم لك ويوم عليك»
«بركات»: تجهيز سلاح «أنصار الشريعة» كان يصيبنى بالرعب
«الحسينى»: «رفضت دفع رشوى عشان أرجع مصر»
«تامر»: سيبت فلوسى وهربت ومفيش حد هيعوّضنى
«الشحات»: «كنا بنطبخ فى طرابلس على الفحم والخشب»