«الشحات»: «كنا بنطبخ فى طرابلس على الفحم والخشب»
لم يكد الشحات أحمد إسماعيل، 25 سنة، يخرج من بوابة صالة الوصول دافعاً أمامه عربة محملة بالحقائب، حتى غطت ملامح وجهه السعادة، بعد أن كتب الله له عمراً جديداً بعودته من ليبيا سالماً إلى أهله، لم يصدق الشاب الوسيم نفسه فور خروجه من المطار بعد أن هرب من موت محقق بعد قصف المنطقة التى كان يعمل بها بالصواريخ والقذائف، يقول «الشحات» فى بهجة: «أنا هناك من 6 شهور، الوضع كان سيئاً، والآن أسوأ بكثير، تقدر تقول ليبيا مفيهاش لا شرطة ولا جيش، اللى بيقدر على حاجة بيعملها، الكل عاوز يسيطر على الحكم والثروة واللى هيروح فيها العمال المصريين والعرب الغلابة اللى مسافرين عشان ياكلوا عيش، فى الشهور اللى فاتت كنا نايمين فى السكن من غير شغل».
يضيف «الشحات» قائلاً: «الطيارة خلصت وقود ونزلت مطار تانى فى ليبيا زودت وقود وبعدين كملت على مطار القاهرة، اللى بيحصل هناك ده حرام، ضرب عشوائى فى كل حتة فى العاصمة، بنكون قاعدين وخايفين من أى قذيفة تنضرب فينا، حاولت أحجز فى السوبر جيت لحد منفذ مساعد ما عرفتش وبعد ما كان سعر التذكرة بـ90 جنيه بقى بـ300 جنيه، ومع ذلك مفيش ولا أوتوبيس اتحرك لهناك، وكل المصريين اللى فى طرابلس هربوا على حدود تونس بمنطقة رأس جدير، وعشان أرجع اضطريت أدفع رشوة قيمتها 350 دينار ليبى لأحد الأفراد الليبيين العاملين بالمطار ليقوم بحجز تذاكر عودة إلى مصر مع إن التذكرة بـ150 دينار ليبى، والله ما اشتغلت بالفلوس دى واستلفتهم من واحد صاحبى هناك».
ينظر «الشحات» إلى بوابة الخروج للبحث عن أحد زملائه العائدين من ليبيا ثم يتابع قائلاً: الحمد لله إن ربنا رجعنا بالسلامة لأهالينا، وأول ما الطيارة وصلت مطار القاهرة فرحت قوى بعد ما اتكتب لنا عمر جديد وتحيا مصر أرض الأمان والاطمئنان، الليبيين كانوا بيقولوا لنا كده، احمدوا ربنا إن ثورتكم عدت على خير وعايشين فى أمان».
أخبار متعلقة:
حكايات «العائدين من الموت» فى ليبيا
«الوطن» ترصد المعاناة بين «طرابلس» و«رأس جدير» التونسى
الفوج الثانى من العائدين فى مطار القاهرة: عشنا «رحلة موت» تحت وابل الرصاص للوصول إلى تونس
شماتة الإخوان فى العالقين: «المعبر يوم لك ويوم عليك»
«على»: شاهدت مقتل 23 عاملاً مصرياً بقذيفة على مسكنهم
«بركات»: تجهيز سلاح «أنصار الشريعة» كان يصيبنى بالرعب
«الحسينى»: «رفضت دفع رشوى عشان أرجع مصر»
«تامر»: سيبت فلوسى وهربت ومفيش حد هيعوّضنى