على خطى جيسيكا.. نماذج مصرية تبدع في الفن والرياضة "بدون ذراعين"
الأمريكية جيسيكا كوكس
شخصيات عديدة تحدثت عن تجاربها أمام الرئيس السيسي، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى شباب العالم، الذي يعقد في مدينة شرم الشيخ، ومن بينهم الأمريكية جيسيكا كوكس، أول شخص يقود طائرة بقدميه لعدم امتلاكها ذراعين.
نماذج عديدة من فاقدي الذراعين ظهروا أمام الرئيس السيسي، وكان آخرهم اليوم، حيث ظهرت الفتاة الأمريكية جيسيكا كوكس، والتي تعد أول شخص يقود طائرة بقدميه، وقالت أمام الرئيس السيسي إنها حلمت بالتخلص من قيودها التي تأتي بأشكال شتى، سواء كانت بدنية أو ذهنية.
وأضافت، خلال كلمتها في فعاليات منتدى شباب العالم، في نسخته الثالثة بمدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس السيسي: "عندما كنت صغيرة، حلمي من التخلص من القيود كان يتحقق في ساحة اللعب، وكنت أحلم بتسلق الزلاجة والانزلاق، وكنت أستخدم ذقني وأكتافي كي أتسلق، وفي كل مرة كنت أحاول فيها التسلق، كان من حولي يحاول منعي خوفًا من السقوط، وكان ذلك يشعرني بالإحباط، وكنت ما أفعله هو أن أجلس على الأرجوحة وأتخيل نفسي أحلق عاليًا في ساحة اللعب".
وهناك عدد من النماذج المصرية من فاقدي الذراعين، ففي منتدى شباب العالم في نسخته الماضية، شارك لاعب المنتخب الوطني لتنس الطاولة، إبراهيم حمدتو، في الورشة الخاصة بتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، التي أقيمت في الأول من نوفمبر الجاري بمشاركة العديد من أصحاب الإعاقات المختلفة.
ويعد "حمدتو" اللاعب الأول في تاريخ الدورة البارالمبية الذي يمارس رياضة تنس الطاولة مستخدمًا فمه، حيث بُترت ذراعا حمدتو من الكتفيْن في حادث قطارٍ عندما كان في العاشرة من عمره، لكنّ ذلك لم يوقفه عن حلمه أبداً، حيث بدأ يتمرّن على لعبة كرة الطاولة بعد ثلاث سنوات من الحادث فقط.
بركة كمال شنودة، فتاة صعيدية في الثلاثينيات من عمرها، ولدت هي الأخرى بدون ذراعين، إلا أنها تحدت الجهل وإعاقتها، باستكمال مسيرتها التعليمة بعد أن توقفت لعدة سنوات بسبب رغبة أهلها في منعها من التعليم، إلا أنها قررات استكمالها وهي في سن 15 من عمرها.
فقررت العمل واستكمال دراستها معا، حتى حصلت على الشهادة الإعدادية، وتحلم باستكمال تعليمها حتى تحصل على الشهادة الجامعية في أي تخصص يمكنها من العمل خلاله.
رضا عبدالسلام، كبير المذعيين بإذاعة القران الكريم، ولد بضمور في ذراعيه، وهو أول مذيع علي الهواء بهذه الإعاقة في العالم، التحق للعمل بإذاعة القرآن الكريم، إلا أنه لم يقبل في البدية بسبب إعاقته رغم نجاحه في الامتحانات التي خاضها، وقرر وقتها ألا يستسلم وأن يعمل فيما يحب ما دامت مؤهلاته تسمح.
وبالفعل عمل عامين بإذاعة وسط الدلتا الإقليمية حتي علم أن إذاعة القرآن الكريم تجري مسابقة لاختيار مذيعين جدد. فذهب وقدم مرة أخرى وكان رئيس لجنة التحكيم وقتها الإعلامي الكبير حلمي البلك. فدخل عليه وكان مرتدياً جاكت فقام بخلعه دون أي مساعدة من أحد. ثم نظر إلى البلك وطلب منه عدم التعليق لحين انتهائه من إجابة كل الأسئلة الموجودة في ورقة الاختبار، وبالفعل أجاب عليها كتابة بفمه ثم طلب من البلك إجراء حوار إذاعي معه، وبالفعل اقتنع البلك به وقبل تعيينه على الفور كمذيع في إذاعة القرآن الكريم.
رضا فضل، شاب مصري يعمل مدرسًا مساعدًا بقسم التربية الفنية في كلية التربية جامعة الأزهر، ولد بدون ذراعين، ولم تكن إعاقته عائقا أمامه حيث كان أول دفعته في عام 2003، كمل حصل على تقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف، ونال دبلوم تكميلي من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان عام 2007 بتقدير ممتاز وحاصل على درجة الماجستير من الكلية نفسها عام 2014.
ولم تمنعه إعاقته في أن يبدع في هواية الرسم، حيث يضع الفرشاة في فمه، ويرسم بها العديد من اللوحات، وشارك في أكثر من 40 معرضا دوليا ومحليا، وحصل على أكثر من 30 تكريما داخل مصر وخارجها، أبرزها الميدالية الذهبية من جامعة الدول العربية في مهرجان الشباب العربي، وحاصل على المركز الأول والثاني على مستوى الجمهورية بالفنون التشكيلية والكاريكاتير لمدة 7 سنوات.