بريد الوطن.. نص بلا نهاية.. وقصص قصيرة أخرى
بريد الوطن
«نص بلا نهاية»: على صفحات القصص يتمدّد عالم هو الأفضل والأكثر سعادة، وعلى صفحات الواقع نقيضه ومنافسه، ولولا ذلك لبقيت الحياة نصاً مفتوحاً وبلا نهاية.
«باتجاه المقهى»: بعد خطوات كثيرة عمد إلى الالتفات إلىَّ، واضعاً يده على قلبه فى إشارة بليغة، شعرت بالتأثر والخجل، لأننى نهرته عندما حدّثنى بلغة الإشارة، قائلاً إنه يريد أن يذهب إلى المقهى بنهاية الشارع لرؤية مباراة كرة القدم بين فريقه المفضل ومنافسه فى نهائى دورى كرة القدم، لأن المباراة مذاعة فقط على قناة مشفرة، فتقدمت إليه وبلغة الإشارة أفردت إصبعى السبابة وضممت باقى أصابع اليدين وقربتهما وفرقتهما مرات، ثم أشرت إليه باليد اليمنى مفردة مهتزة، ثم أخذت يده وبدأنا المسير باتجاه المقهى.
«عهد»: اختلط كل شىء فى رأسها، جلست إلى الأرض، فبعد أن أعطته بعض الدواء ليرتاح، هدهدته، وضمته إلى صدرها، قائلة: ما بك يا صغيرى؟ انتفضت قائمة قائلة: لا بد فى الصباح من زيارة الطبيب، أيقظها أذان الفجر، فى ذهول تلفتت حولها وتذكّرت عهدها على نفسها ألا تزور طبيباً أبداً، بعد أن صدمها بجفاء وصلف أحد الأطباء أمام زوجها السابق، مؤكداً لها أنها عاقر، لكنها بعد أن ألقت نظرة على ابنها، حملته مهرولة إلى أحد الأطباء، وفى سيرها ألقت بعهدها فى أقرب سلة زبالة.
«أمنية»: كل صباح تستيقظ باكراً، ومن شباك غرفتها تلقى نظرة على السيارات التى تطلق أبواقها -نداء للموظفين والموظفات- فترمق شهادتها العليا على الحائط، تتنفس بقوة، تذهب إلى سريرها، تحتضن الأمنية وتغلق عينيها وتغطى وجهها وتنام.
صلاح عبدالستار محمد الشهاوى
دمشيت - طنطا
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com