أسرة الشهيد الطوخي بموقعة البرث: خبى علينا إنه بيخدم في سيناء
الشهيد حسن الطوخي
داخل منزل بسيط الأثاث بمركز "عرب جنينة" في شيين القناطر بمحافظة القليوبية، اجتمعت عائلة حسن الطوخي، أمام تليفزيون متوسط الحجم، مشاهدين بتركيز وترقب الحلقة 28 من مسلسل "الاختيار"، مسترجعين أوجاع استشهاد نجلهم الشهيد محمد الطوخي في واقعة "البرث" في سيناء، على يد عصابات إرهابية مسلحة، والذي كان يجلس معهم على الأريكة نفسها.
"الوطن" تواصلت مع والدي الشهيد "الطوخي"، عقب انتهاء الحلقة، التي تسببت في مزيج متناقض من المشاعر بين الحزن والفخر، "الحلقة جددت الأوجاع، وحسينا إنه لسه ميت إمبارح"، بحسب حديث والده حسن الطوخي.
"الاختيار" جعل والد الشهيد يتذكر تفاصيل يوم رحيله، حين علم بالنبأ الحزين عقب تأديته صلاة العشاء داخل المسجد، "فجأة واحد غريب دخل الجامع بلغني باستشهاده ومشي، والخبر وقع عليا زي الصاعقة"، بينما علمت الأم بالأمر من الجيران، "كان الكل عارف من النت، بس محدش قالي لحد ما ابن عمه تأكد".
الاستشهاد جاء قبل 40 يوما من انتهاء خدمة "محمد" صاحب الـ22 ربيعا، الذي سعد طوال خدمة في سلاح الصاعقة، رغم خوف والدته عليه: "كان طاير من الفرحة إنه دخل أحسن مكان في الجيش"، وظل متكتما على تفاصيل مهامه في الجيش حتى غادر الحياة.
وقبل رحيله بأسابيع، حصل "حسن" على إجازة لمدة 12 يوما، كانت بمثابة رحلة وداع لعائلته، "كان حاسس إنه مش راجع، وخبى علينا إنه بيخدم في سينا لحد قبل موته بفترة بسيطة"، بحسب حديث والده، مستجمعا قوته خلال تذكره جملة نجله "أنا مش راجع تاني.. ابقى سموا الشارع باسمي ولا حاجة"، لتتحقق وصيته بتسمية مدرسة على اسمه، وارتفع شأن أسرته في القرية، "الناس بقت فخورة بعيلة البطل، وفاز بالجنة وسابلنا سمعة طيبة وسط الناس وخير كتير ميتقالش بالدهب"، وسط مواساة أهل القرية لهم اليوم.
وعلى الرغم من الآلام التي سببها المسلسل، إلا أن والدة شهيد "البرث" تبحث عن الحلقة الـ28 لرؤيتها مجددا، "عاملة أدور على الحلقة تاني علشان أشوفها، واتفرج على بطولات ولادنا"، وسط دعائها لهم بالرحمة والمغفرة والصبر لأسرتهم.