"حور العين في انتظاركم".. جملة رددها الإرهابي "أبو سعد الجنوبي"، والذي جسد شخصيته الفنان إسلام حافظ، وقتل على يد أحمد منسي "أمير كرارة"، خلال أحداث الحلقة 28 من مسلسل الاختيار، المتناولة واقعة كمين مربع البرث، التي وقعت في فجر 7 يوليو 2017.
"حور العين" خدعة الإرهابيين للشباب
الجملة التي رددها "الجنوبي" خلال أحداث المعركة، هي جزء من أيديولوجية التنظيم الإرهابي في تعامله مع أتباعه ومؤيديه، فهي تمثل حافزاً قوياً لديهم وتدفعهم إلى تنفيذ العمليات الانتحارية رغبة في الشهادة ودخول الجنة حيث النعيم والحور العين.
تلك الأيديولوجية التي تتبعها المنظمات التكفيرية، أطلقت ضدها دار الإفتاء المصرية أكثر من حملة إلكترونية لمواجهة ظاهرة العمليات الانتحارية، وفتاوى الجماعات الإرهابية بإباحتها باسم "الحور العين"؛ لتحقيق مصالحهم الخاصة باسم الدين.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، في بيان سابق لها: "التفجيرات والأعمال الانتحارية التي يقصد بها الآمنون من المسلمين أو غير المسلمين في بلادهم أو في بلاد المسلمين، حرام شرعا وغدر وخيانة، ولا علاقة لها بالإسلام ولا بالجهاد في سبيل الله".
وسبق وأن أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، عام 2014، أن تنظيم داعش الإرهابي يبيع الوهم لأتباعه ومقاتليه، وذلك من خلال وعوده البراقة بدخول الجنة الموعودة والاستمتاع بالحور العين حال الاستشهاد أثناء الجهاد ضد أعداء التنظيم.
ما هي حور العين؟
لكن في ظل المعتقدات الخاطئة التي يروجها التكفيريون، ما هي حور العين كما وردت في الدين؟
الدكتور عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، أوضح أن حور العين هن نساء جميلات بلغن من الحسن والجمال ما لم تبلغه إمرأة، وهن زوجات للصالحين، يتزوج الصالح منهن ما شاء.
وأضاف "الأطرش"، خلال حديثه مع "الوطن"، أن الله سبحانه وتعالى قال عنهن: "وحور العين كأمثال اللؤلؤ المكنون" سورة الواقعة، وذلك نظرا لجمالهن وللإنسان يتزوج منهن ما شاء، لافتا إلى أن الحياة في الجنة ليست كحياتنا فالفضلات التي تخرج من الإنسان تكون في الجنة على هيئة عرق ريح كريح المسك، ويأكلون ويشربون ويتناكحون إلا أنهم لا يتناسلون.
وقال الله تعالى أيضاً فى كتابه العزيز: "كذلك وزوجناهم بحورعين" سورة الدخان، والحور جمع حَوراء، وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة.
وأكد رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، أن حور العين ليست لإرهابي أو لقاتل أو لفاسد أولعاصي وإنما للصالحين، فالنبي صل الله عليه وسلم، قال: "ثَلَاثٌ خصال من أتى بهم مع الإيمان بالله دخل الجنة من أي الأبواب الثمانية شاء، وزوج مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بما شَاءَ: رَجُلٌ اؤْتُمِنَ عَلَى أَمَانَةٍ خَفِيَّةٍ شَهِيَّةٍ، فَأَدَّاهَا مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ عَفَا عَنْ قَاتَلِهِ، وَرَجُلٌ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ".
ولفت الدكتور عبدالحميد الأطرش، إلى أن حور العين لم يعتدن لداعش ولا لهؤلاء الفسقة الذين يتواجدون في الأرض فسادا، وما هي إلا أحلام في مخيلتهم يمنون أنفسهم بها، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، مؤكدا أن حور العين للصالحين الأوفياء الأبرياء.
يذكر أن مسلسل الاختيار مستوحى من أحداث حقيقية، عن قصة الأسطورة الشهيد أحمد منسي، ويتناول تفاصيل الأحداث الإرهابية على أرض سيناء المصرية، منذ سنوات ماضية، بطولة أمير كرارة، تأليف باهر دويدار، من إخراج بيتر ميمي، وإنتاج شركة سنرجي.
تعليقات الفيسبوك