خبير اجتماع: اتهام مواقع التواصل بالتأثير سلبا على نفسية المواطن غير دقيق
د. أحمد زايد: "السوشيال ميديا" تبرز الحقيقة ولا تضخم الأزمات
الدكتور أحمد زايد
قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة سابقاً، إن «اتهام وسائل التواصل الاجتماعى بأنها السبب فى سوء الحالة النفسية لكثير من المصريين فى غير محله».
وأضاف «زايد»، فى حوار لـ«الوطن»، أن «الأزمة ترجع إلى زيادة انتشار فيروس كورونا، وأن تلك الوسائل ما هى إلا ناقل لهذا الانتشار المتزايد»، ناصحاً باستخدامها بشكل رشيد، مع الابتعاد قدر الإمكان عن المبالغات ونشر الأخبار غير الصحيحة أو الفيديوهات المفبركة من قبَل الجماعات المعادية لمصر، حتى بعض المزاح والسخرية والاستهتار يجب أيضاً تجنبها.
وإلى نص الحوار:
البعض يرى أن مواقع التواصل تضخم من أزمة كورونا.. ما تعليقك على ذلك؟
- مواقع التواصل لا تضخم من الأزمة، وإنما العكس، فهى تبرز الحقيقة، ويجب أن ننظر إليها من الناحية الإيجابية، فأنا أرى أن تأثيرها فى ظل هذه الجائحة إيجابى جداً، فعن طريقها يطلب الناس المساعدة من بعضهم البعض كما يخبرون بعضهم بما يدور ويحدث فى أماكن سكنهم، ومن ثم تساعد المواطنين على اتخاذ مزيد من الحذر والحيطة، وأضرب فى ذلك مثالاً بالقرية التى أعيش فيها، عندما ظهرت حالة مشكوك فى إصابتها، الأمر الذى صاحبه رد فعل لعدد من شباب القرية، حيث أنشأوا مجموعة على «فيس بوك» يعلّمون أهل القرية تعليمات الوقاية والإجراءات الاحترازية، إضافة إلى تقديم الدعم المعنوى والمادى بتوفير أدوات الوقاية، ومن ثم فهذا جانب إيجابى كبير أوضحته الجائحة، والمتمثل فى أمرين، أولهما: زيادة الوعى بمخاطر المرض، والثانى: الإيجابية بين المواطنين وبعضهم، وصحيح أن مواقع التواصل لها جوانب سلبية، إلا أن كورونا أظهرت مزيداً من جوانبها الإيجابية.
الأزمة النفسية سببها زياة معدلات انتشار الفيروس وارتفاع عدد الإصابات والوفيات
هل تساعد وتساهم تلك المواقع فى بث الطاقة السلبية بالنفوس؟
- السبب فى الأزمة النفسية الموجودة حالياً هو زيادة معدلات الانتشار وليس مواقع التواصل، لأنها ما هى إلا ناقل أو وسيط، إنما السبب الأساسى يكمن فى ارتفاع معدل الإصابات والوفاة بين المواطنين، فلو درس كل منا حالته سيجد أن توتره وقلقه الآن أكبر بكثير من توتره وقلقه قبل 20 يوماً مثلاً، والسبب فى ذلك هو تزايد معدلات الانتشار، فمواقع التواصل وسيط مثل القنوات الفضائية أو الصحف، تنقل حقائق أكثر بعض الشىء من مصادر مختلفة، فمن الممكن أن تساهم فى زيادة القلق ولكنها ليست العامل الأساسى، فدائماً عندما نعالج قضية العلاقة السببية نسأل «أيهما أسبق بالحدوث؟»، (أ) أم (ب)، زيادة انتشار الفيروس هنا تمثل الحرف (أ)، ويأتى بعدها الوسائط التى نقلته (ب).
- ما الذى يجب أن يفعله مستخدم وسائل التواصل حتى يأخذ منها ما هو مفيد فقط هذه الفترة؟
- من يستخدم مواقع التواصل عليه أن يستخدمها بشكل رشيد، وأن يبتعد قدر الإمكان عن المبالغات، ونشر الأخبار غير الصحيحة أو الفيديوهات المفبركة من قبَل الجماعات المعادية لمصر، حتى هناك بعض الأمور التى يتم تداولها على سبيل المزاح والسخرية والاستهتار يجب أيضاً تجنبها، وأن يكون التواصل بهدف التهوين على البعض من حدة الأزمة، فالمجتمع فى حاجة إلى من يطمئنه فقط، ولعل جائحة كورونا تخرج بنا إلى ما هو أفضل فيما يخص التواصل بين المواطنين وبعضهم البعض والابتعاد عن الصراعات التى لا تفيد بشىء.
الاستجابة
يمكن أن نقسم مجتمعنا إلى نوعين من المواطنين، الأول: أولئك الذين يتعرضون بكثرة لوسائل التواصل، والثانى: قطاع كبير من الشعب، هم الذين ليس لديهم رفاهية الانشغال بها، وإنما هم مشغولون بأمور أخرى على رأسها «أكل العيش»، ولا يملكون رفاهية الدخول إلى الإنترنت أو حتى رفاهية القلق، لأنه إذا قلق لن يذهب إلى عمله.
اقرأ أيضًا:
الأمراض النفسية.. الذراع اليمنى لفيروس "كورونا"
أستاذة علم النفس: الفترة الحالية تشهد أنواعا مختلفة من الجرائم ونتوقع زيادتها