أستاذة علم النفس: الفترة الحالية تشهد أنواعا مختلفة من الجرائم ونتوقع زيادتها
د. سميحة نصر: نحتاج إلى ما يسمى بإدارة مواجهة الأزمات
الدكتورة سميحة نصر
تقول الدكتورة سميحة نصر، أستاذة علم النفس الاجتماعى والجنائى، رئيسة شعبة بحوث الجريمة والسياسة الجنائية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن أزمة كورونا كانت كالمفاجأة التى لم نتهيأ لها، مشيرة فى حوارها لـ«الوطن» إلى أن الفترة الحالية تشهد ظهور بعض أنواع الجرائم، كما أن هناك توقعاً لظهور جرائم أخرى متنوعة فى الفترات القادمة.
وإلى نص الحوار:
لم نتهيأ نفسياً أو اجتماعياً أو إعلامياً للوباء.. ويجب أن نعتبره محنة وسننتصر عليه
كيف ترين أزمة كورونا ومدى تأثيرها على المجتمع؟
- بالطبع أزمة كورونا فاجأتنا جميعاً، والحقيقة نحن لم نتهيأ نفسياً أو اجتماعياً أو إعلامياً لها، لأنه مرض جديد وغريب على المجتمع، فنحن فى حاجة إلى أن يكون لدينا ما يسمى بإدارة مواجهة الأزمات، وبالتالى نكون مهيئين لمواجهة أى أزمة، أياً كانت هذه الأزمة، خصوصاً أن العالم كله يواجه أزمة واحدة الآن، الفيروس له تحديات عديدة ومستويات عديدة فى كل مجتمع من المجتمعات، وله تأثيرات كثيرة جداً على المستوى النفسى لسنا مهيئين لها، خاصة أننا فى مجتمعاتنا الشرقية لنا عادات كثيرة تتعارض تماماً مع كافة الإجراءات الاحترازية للفيروس، ومع استمرارية الوقت بدأ عزل الكورونا للمواطنين وإجبارهم على البقاء فى منازلهم، وهو الأمر الذى كان محموداً مع بداية ظهور الأزمة، ولكن مع مرور الوقت، زاد الخناق على المواطن بعدما صار هناك بُعد مجتمعى وأسرى وعائلى وحتى بعد عن المتغيرات البحثية والعملية، وهو ما أصاب بعض الأفراد بالاكتئاب النفسى بدرجات متفاوتة على حسب استعداد كل واحد، كما ظهرت أعباء أخرى، بالإضافة إلى القلق والتوتر والخوف من مصير المرحلة القادمة.
إلى أى مدى يمكن أن تؤثر هذه الحالة على معدل الجريمة والعنف فى المجتمع؟
- بدأت تظهر حالياً بعض أنواع الجرائم التى من الممكن أنها لم تصل بعد إلى مستوى الجريمة، فعلى سبيل المثال العنف على مستوى الأسرة بدأ يزيد هذه الأيام عن غيرها، كما أن هناك بعض التفاعلات الأخرى خارج نطاق الأسرة على مستوى المجتمع كنوعية معينة من الجرائم، ففى هذه الآونة قد يزيد انتشار الإرهاب بأشكال وأحجام مختلفة، لذلك نتمنى أن نستطيع التمسك بأنفسنا ومجتمعاتنا وثقتنا بالله ونعتبر تلك المحنة تجربة سننتصر عليها فى نهاية الأمر.
هل الشخص العادى من الممكن أن يتجه إلى العنف نتيجة هذه الظروف التى نعيشها؟
- هذا الأمر يكون وقتياً أكثر منه مستمراً، وذلك لحين زوال التأثير النفسى، ومن ثم فإن التغلب على هذه الحالة النفسية يساعد على التخلص من العنف الذى قد ينتج عنها تماماً، وبالعكس من الممكن أن يغير هذا الشخص من عنف الآخرين من حوله، وبالتالى يجب أن يكون الفرد أقوى مما هو فيه ولا بد من التماسك وإلا ستزداد الجريمة على كافة المستويات، فهناك فئات فقدت أعمالها خاصة من أصحاب الأعمال غير المنتظمة، وهؤلاء ممن فقدوا عملهم ومصدر دخلهم سيضطرون للبحث عن مصادر دخل أخرى بأى طريقة، سواء كانت هذه الطريقة مشروعة أو غير مشروعة، وبالتالى هناك توقع بانتشار بعض أنواع الجرائم المختلفة لمثل هذه النوعيات ممن لا يجدون مصادر دخل.
العنف الأسرى
هناك مشروع فى المركز لدينا عن العنف بشكل عام فى المجتمع المصرى من قبل كورونا، ولكن فى ظل هذه الظروف التى نعيشها أصبحت عملية النزول لعمل دراسات بحثية فيها قدر من الصعوبة، وتحول العمل الميدانى إلى إلكترونى.
اقرأ أيضًا:
الأمراض النفسية.. الذراع اليمنى لفيروس "كورونا"
خبير اجتماع: اتهام مواقع التواصل بالتأثير سلبا على نفسية المواطن غير دقيق