السيسي: لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة أي تحركات تهدد أمننا القومي
الرئيس السيسي
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن حضور شيوخ وأعيان القبائل الليبية إلى بلدهم الثاني مصر، في هذا التوقيت يبعث رسالة للعالم مفادها وحدة مصير البلدين.
ورحب السيسي خلال لقائه مع مشايخ وأعيان القبائل الليبية، بمشايخ المنطقة الغربية بمصر، مؤكدًا أن العلاقات بين الشعبين المصري والليبي تمتد على مر التاريخ ولا يمكن المساس بها.
وتابع: "دفاع مصر عن ليبيا والعكس صحيح لهو التزام ناتج عن حالة التكاتف الوطني بين البلدين".
وأكد رئيس الجمهورية، على ثراء التاريخ المشترك بين مصر وليبيا في مواجهة كافة أشكال الاستعمار وأن بطولات الليبيين وعلى رأسهم الشيخ عمر المختار وكفاحهم على مر العصور للحصول على استقلالهم خير دليل على رفض الشعب للتدخلات الخارجية الطامعة في الثروات الليبية.
وأضاف، أن مصر تعول على القبائل الليبية الحرة الرافضة لاستمرار الأوضاع الراهنة في ليبيا، مؤكدًا استعداد مصر لتقديم جهودها كافة لأشقائها الليبيين الراغبين بشكل صادق في إنهاء الأزمة الليبية.
وشدد السيسي، على أن مصر لن تسمح بتكرار تجربة الرهان الميليشيات المسلحة مرة أخرى في ليبيا، أو أن تتحول ليبيا لبؤرة جديد يجتمع بها الإرهابيون وملاذًا للخارجين عن القانون حتى لو تكلف هذا الأمر تدخل مصر بشكل مباشر لمنعهم.
ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، القبائل الليبية في المناطق الشرقية والجنوبية والغربية كافة، لمراجعة موقف أبنائها المرابطين في صفوف القتال وحثهم على أهمية بناء الوطن من خلال ترك السلاح في المقام الأول والاندماج داخل جيش وطني موحد، هدفه مصلحة البلاد.
وأضاف: "ليس لديّ أطماع شخصية في ليبيا، وعندما كنت وزيرًا للدفاع في عامي 2012 و2013 استقبلنا طلابًا ليبيين في الكلية الحربية بمصر، وأؤكد أننا مستعدون لاستقبال أبنائكم الليبيين نجهزهم وندربهم لكي يكونوا نواة لجيش وطني ليبي".
وتابع: "لا ندرب الجيش في مصر على أن يكون له انتماءات مختلفة، هو انتماء واحد للوطن، جيشنا ليس انتماؤه عقائدي أو ديني أو مذهبي، ونصهر المصريين في بوتقة الوطنية دفاعا عن وطنهم، وسندرب طلابكم الليبيين بنفس الشكل، على أن يحبوا ليبيا ويخافوا عليها".
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على أهمية إعطاء فرصة للحلول السياسية والمفاوضات من خلال المجتمع الدولي، مضيفًا أن حالة الانقسام السياسي الراهنة ومواصلة الحروب لن تؤدي في النهاية إلا إلى نتائج لا يحمد عقباها، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة التركيز على مسار التنمية والبناء، خاصة في ظل معاناة الشعب الليبي من ويلات الحروب على مدار السنوات السابقة.
وأكد السيسي، على تطابق وقوة الموقفين المصري والليبي الرافض للتدخلات الأجنبية في ليبيا، والتي تمتلك أجندات محددة تستهدف ضرب الاستقرار وتطمع في ثروات وموارد الشعب الليبي، مشددًا على ان مصر لن ترضى سوى باستقرار ليبيا سياسيا واجتماعيا وأمنيا وعسكريا.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الخطوط الحمراء التي أعلنتها مصر هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا.
وأضاف: "لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة أي تحركات تهدد أمننا القومي الاستراتيجي على حدودنا الغربية خاصة في ظل تزايد عمليات الحشد العسكري الراهن ناحية مدينة سرت".
وتابع: "أتمنى من الإخوة الليبيين في الغرب، تفهم هذا الأمر وإعطاء الفرصة وعدم تصعيد الموقف، ولن نقف مكتوفي الأيدي لأي تجاوز لهذا الخط، نتمنى الوقوف على هذا الخط وبداية مسار سياسي، مصر قالت كلمتها بعد سكوت وصمت 6 سنوات، تركنا الأمور تتفاعل كما يرغب الليبيون، لكن أن تتحول المنطقة الشرقية إلى منطقة غير مستقرة فهذا أمر لن نسمح به".
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه بالرغم من قدرة مصر على تغيير المشهد العسكري، بشكل سريع وحاسم حال رغبتها في ذلك، وأن لديها أقوى جيش في المنطقة وفي أفريقيا، لكن أن هذا الجيش رشيد جدًا ولا يعتدي ولا يغزو خارج أراضيه.
وأضاف: "إذا رغبنا في هذا الإجراء فإننا سنتوجه لهذا البرلمان المصري لكي يسمح لنا ويعطي لنا الإذن بالتحرك".
وتابع: " إنه بالرغم من قدرة مصر على تغيير المشهد العسكري، بشكل سريع وحاسم حال رغبتها في ذلك، إلا أن مصر كانت دوما تصر على الحل السلمي من خلال دفع الأطراف الليبية للمفاوضات".
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، عدم وجود مواقف مناوئة من جانب مصر تجاه حكومة المنطقة الغربية أو الشعب في طرابلس، حيث سبق استضافة أقطاب المنطقة الغربية عدة مرات في القاهرة، في محاولة للتوصل إلى صيغة تفاهم مشترك بين طرفي الصراع الليبي.
وأضاف: "لقد أكدت مجمل التطورات منذ مبادرة إعلان القاهرة، عدم امتلاك أحد أطراف النزاع الإرادة السياسية وإمكانية اتخاذ القرار لوقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية وذلك بعد سقوطه تحت سيطرة قوة خارجية توظفه لتحقيق أطراف أهدافها ومصالحها بالمنطقة بغض النظر عن المصالح الوطنية للشعب الليبي وانتمائه وهويته العربية والإسلامية.
وتابع، أن مجمل التطورات منذ مبادرة إعلان القاهرة، أكدت أيضًا تزايد النفوذ الخارجي على الأراضي الليبية والاستمرار في نقل المرتزقة والمتطوعين من سوريا تمهيدًا للسيطرة على مقدرات الشعب الليبي، خاصة من الثروة النفطية أو تشكيل قاعدة انطلاق لتأييد دول الجوار.
وأردف، أن هذا الأمر بات يشكل تهديدا مباشرًا قويًا للامن القومي العربي والإقليمي والدولي وليس الأمن القومي المصري أو الليبي فقط، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يقتضي اتخاذ التدابير والإجراءات لاحباط هذه المخططات.
وواصل: "من هنا كان ترحابنا في مصر ببيان الأشقاء في مجلس النواب الليبي في 13 يوليو الجاري، والذي جاء معبرًا ومتفهمًا ومدركًا بقوة لمدى المخاطر والتهديدات التي بات من حق شعوبنا العمل على مجابهتها بكل قوة وحزم خاصة مع محدودية الدور الذي يقوم به المجتمع الدولي في هذا التوقيت انتظارًا لما يقوم به دفاعا عن هويتنا وكرامتنا ومقدراتنا".
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه إذا كان الأشقاء في مجلس النواب الليبي، هم السلطة الشرعية الوحيدة التي انتخبها الشعب بكامل إرادته، طلبت من الجيش المصري إذا اقتدى الأمر التدخل لحماية السيادة الليبية، وتأمين مصالح الأمن القومي لمصر وليبيا، فإن مصر على استعداد لاتخاذ كافة الإجراءات تحقيقا للمصالح المشتركة في مجابهة هذه التهديدات.
وأكد رئيس الجمهورية، أن نجاح مصر بالتعاون مع الجيش الوطني الليبي وأي من الدول الصديقة والشقيقة في تحقيق الأهداف المرجوة لن يتحقق دون التكاتف والتضامن والتعاون الكامل للقبائل الليبية.
وتابع، أن القبائل الليبية لها دور في غاية الأهمية والخطورة، ويجب أن يشمل في البداية تحقيق التماسك والترابط بين القوة الوطنية الليبية لدعم القرارات السياسية والعسكرية والتصدي لأية مخططات للعمليات النفسية بأبعادها والتعاون في توفير احتياجات القوات، ومخاطبة الرأي العام العالمي بتأييد التدخل المصري ورفض انتشار الميليشيات.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن القوات المسلحة المصرية عندما ستدخل ليبيا، سيكون شيوخ القبائل على رأسها بالعلم الليبي، مشيرًا إلى أن القبائل الليبية لها دور في غاية الأهمية والخطورة، ويجب أن يشمل في البداية تحقيق التماسك والترابط بين القوة الوطنية الليبية لدعم القرارات السياسية والعسكرية والتصدي لأية مخططات للعمليات النفسية بأبعادها والتعاون في توفير احتياجات القوات، ومخاطبة الرأي العام العالمي بتأييد التدخل المصري ورفض انتشار الميليشيات، وضرورة وقف نقل المرتزقة والضغط على الأطراف الرافضة لوقف إطلاق النار والعودة إلى مسارات الحل السياسي.
وتابع: "مصر عازمة على تقديم الدعم الكامل للأشقاء الليبيين حماية لأمننا المشترك والقوات المصرية ستعمل خلف الجيش الليبي الوطني وقبائل ليبيا ذات التاريخ الطويل والمضئ الذي مثل طاقة نور في تاريخ المقاومة العربية ضد الاحتلال والظلام".