صورة لعمارة "الشربتلى" بالزمالك بعد تعرضها للميل أثر هبوط أرضى- تصوير محمود الدبيس
شقة 200 متر فى منطقة الزمالك، أرقى أحياء القاهرة، بإيجار شهرى يتراوح بين 50 و200 جنيه، أصبح ضرباً من الخيال، لكنه ليس بعيداً عن الواقع، فالأزمة التى تعرضت لها عمارة "الشربتلى" نتيجة حدوث هبوط أرضى أدى إلى إخلائها، أعادت النظر للإيجارات القديمة وايجاراتها الزهيدة، لكن لم يكن أحد يتوقع أن يكون صاحب عقار فى الزمالك لديه 40 شقة، ويكون من محدودى الدخل.
دينا ذو الفقار، أحد سكان عقار "الشربتلى" أكدت أن شقتها ذات مساحة واحدة وايجارها 150 جنيهاً: "دى ايجار قديم ورثتها من والدي المخرج الراحل عزالدين ذو الفقار، الميزة فيها إنها في حي راقي هادي والسكان محافظين على النظام والنظافة فيها".
أسعار إيجارات الشقق السكنية فى الزمالك تتراوح بين 50 و200 جنيه، حسب عماد طلبة مسوق عقاري: "ده طبيعي لأن منطقة الزمالك ماحصلش فيها تغييرات كبيرة زى بقية المناطق التانية، مفيش بناءات جديدة والسكان القدامى زي ما هما مش قادرين يخرجوا منها ولا يعيشوا في مكان تاني".
وأشار "عماد" إلى أن المنطقة حالياً بدأت تواكب التغييرات فى مجال العقارات والبناء، فلا يمكن لأي شخص أن يجد شقق إيجار قديم، والإيجار الجديد أسعاره تبدأ من 15 ألف جنيه: "الملاك اتعلموا، فقالوا مفيش إيجار قديم خالص، كله جديد، وحالياً فى شكاوى كتيرة من الملاك بسبب موضوع الإيجار القديم، لأن ممكن عمارة 40 دورا، ومساحة كل شقة فيها لا تقل عن 200 متر وأكتر، وتكون المحصلة النهائية للإيجارات كل أول شهر 1000 جنيه، وهو مبلغ لا يذكر، وصاحب العمارة كأنه شخص فقير".
نظام جديد يتبعه الملاك فى منطقة الزمالك وفقاً لما أكده محمد مصطفى، سمسار عقاري بالمنطقة، وهو أن يقوم المالك بإعطاء المستأجر مبلغ مالي "ترضية" من أجل إخلاء الشقة، أملاً فى بيعها والحصول على مبلغ مالي كبير: "ده اللى بيحصل حالياً، وأنا ساعات بكون وسيط فيها، مالك الشقة بيدي مليون أو مليون ونص للمستأجر اللي بيدفع كل شهر 100 جنيه، علشان يخرج من الشقة، والمالك بيعمل حاجة من اتنين، يا يهد العمارة كلها ويبنى مكانها برج، يا يأجر الشقة بنظام الإيجار الجديد وياخد من 10 آلاف وساعات 15 ألف جنيه، ومبدأه أخسر مليون دلوقتي بس هاعوضهم بعد كده ملايين".
يشير "مصطفى"، إلى أن المستأجر على عكس المتوقع يوافق على مبلغ "الترضية"، لأنه يدرك أن الدولة بصدد مناقشة القانون القديم وإلغائه: "المستأجر بيخاف أنه يطلع من المولد بلا حمص، فبيوافق على المبلغ، بعد ما كان بيقول دي فيها ريحة أمي وعيلتي، لأنه عارف أن القانون القديم لو اتغير هيبات في الشارع ومش هيستفيد بأي حاجة".
تعليقات الفيسبوك