جرائم العنف
جرائم متعددة اختلفت أسبابها والدوافع خلف القيام بها، شهدتها مجموعة كبيرة من مدن ومحافظات مصر على مدار الأشهر القليلة الماضية، إذ بات الكثير منها حديث مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك نظرًا لما تحمله تلك الوقائع من بشاعة وقساوة للقلب والعقل، أو خروج عن معايير وقيم المجتمع.
ومنذ أيام، رصدت الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الأمن الاجتماعي، وجود إحدى الصفحات الإلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحتوي على العديد من صور الفتيات وبعض العبارات التي يبدي من خلالها المُعلن استعداده لإحضار فتاة لمُمارسة الأعمال المنافية للآداب بمقابل مادي لمدة أسبوع تحت ستار الزواج العرفي.
وبعد إجراء التحريات وجمع المعلومات اللازمة، تم التمكن من تحديد القائم على إدارة الصفحة المشار إليها، أحد الأشخاص مقيم بالدقهلية وله محل إقامة آخر بالجيزة، وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه وبصحبته إحدى السيدات مقيمة بالجيزة، حال تواجدهما بدائرة قسم شرطة الدقي بالجيزة.
كشفت التحريات منذ أيام، عن تفاصيل واقعة شاب تخلص من عشيق أمه بقرية العدوة في المنيا، بعد أن رأى والدته في أحضان صديق والده المتوفى.
واعترف الطالب "م. ح"، المتهم بقتل الموظف "م. ن" 49 عاما، أثناء مشاهدته وهو يمارس الرذيلة مع والدته في منزله بقرية العدوة في المنيا، بارتكاب الواقعة، وأرشد عن السلاح المستخدم في الواقعة.
ومؤخرا، كشفت وزارة الداخلية، تفاصيل ملابسات العثور على جثة إحدى السيدات، "ربة منزل مصرية تحمل جنسية إحدى الدول العربية - مُقيمة بشقة بدائرة قسم الطالبية"، داخل الشقة محل إقامتها وبها كدمات وجروح، وتبين سلامة جميع منافذ الشقة ووجود بعثرة بمحتوياتها، وما قررته شقيقتها (ربة منزل مصرية تحمل جنسية ذات الدولة- مُقيمة بشقة بالعقار ذاته) بعدم وجود عدد 2 هاتف محمول خاصين بالمجنى عليها.
وتوصلت التحريات إلى أن خلف ارتكاب الواقعة، حارس العقار وشقيقته التي تعمل لدى السيدة، حيث عقدا العزم على قتلها بقصد سرقتها.
أصبح اسم الفندق الشهير "فيرمونت" محل اهتمام وجدل كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما سلطت الأضواء على قضية "فيرمونت" خاصة بعد الإعلان عن تورط ابنة الفنانة نهى العمروسي بها، حيث قرررت النيابة العامة عرض 7 متهمين بوقائع متعلقة بجريمة "فيرمونت" على الإدارة المركزية للمعامل الكيماوية بمصلحة الطب الشرعي؛ لتحليل عينات منهم بيانًا لمدى تعاطيهم مواد مخدرة.
وتواصل النيابة العامة، تحقيقاتها في قضية التعدى على فتاة فى فندق الفيرمونت، عام 2014، وتبذل فيها جهودا مضنية وأكدت، خلال عدة بيانات لها، جدية التحقيقات، وذلك بحبس متهمين اثنين، وإدراج 7 آخرين على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول، وملاحقتهم دوليا، وذلك بعد تلقيها بلاغا من المجنى عليها، مطلع الشهر الجاري.
ويعلق الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، خلال حديثه لـ"الوطن"، على ما شهده المجتمع من انتشار لجرائم عنف خلال الآونة الأخيرة، موضحًا أن السبب يكمن خلف الانحدار الأخلاقي والسلوكي وانتشار الازدواجية الدينية وسط الأشخاص.
واستطرد فرويز: "مبقناش عارفين مين ماشي صح أو غلط، وطول ما الاختلال الأخلاقي بيزيد طول ما الجرائم هتزيد".
ومن جانبه، تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن انتشار مثل هذه الجرائم التي تتعدى القيم الأخلاقية والمجتمعية، ازداد بكثرة، نظرًا لعدم تمسك الأشخاص بالعادات الصحيحة كما كان من قبل، فضلا عن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت بمثابة كتاب مفتوح أمام الشباب والمراهقين.
وتابعت أستاذ علم الاجتماع: "السوشيال ميديا بقت بتطلع حاجات مكانتش موجودة"، معقبة: "لازم نراجع أنفسنا علشان الناس تعرف تتعامل مع أولادها صح في العصر الحالي".
تعليقات الفيسبوك