شقيق العقيد عمرو يكشف لـ"الوطن" وصية الشهيد: معرفش هعمل إيه من غيره
ماجد عبدالمنعم: كان الناصح الأمين والأب الثاني ودايما في ضهري
الشهيد وشقيقه
لم يفترق "ماجد" عن شقيقه الأكبر الوحيد يوما بحكم قرب العمر، حيث يفصل بينهما عامان فقط، فكان خير شقيق له والمدافع الأول عنه ولسانه السريع لتعثره بالحديث أحيانا، لتغطي الدموع عينيه فور ذكر اسم العقيد الراحل عمرو عبدالمنعم، خاصة أنه كان من تلقى خبر الوفاة.
قبل ساعات قليلة، كان العقيد عمرو عبدالمنعم، يؤدي عمله في سجن طرة برفقة عدد من رجال الأمن، ليفاجأ بمحاولة 4 إرهابيين تابعين لتنظيم "داعش" المحكوم عليهم بالإعدام، الفرار من السجن، ليتصدى لهم مع أصدقائه بجسارة، ليودعون الحياة أثناء أداء الواجب، ليترك خلفه طفلتين في عقدهما الأول من العمر، وأسرة بسيطة كانت تعتمد عليه في المقام الأول.
الناصح الأمين والأب الثاني، هي الصفات التي قالها "ماجد" عن شقيقه الراحل، الذي لم يتخلى عنه يوما، قائلا: "كان دايما في ظهري، ويدورلي على شغل، وعمل جيم معايا فترة، وساعدني اتجوز، مكنش بيسبني في حاجة"، لتغطي الدموع وجهه عند ذكره "مش عارف هعمل إيه من غيره تاني، أنا بقيت لوحدي في الدنيا، وصعبان عليا بناته جدا"، متحدثا بصعوبة بالغة.
يتذكر "ماجد"، طفولة شقيقه الشهيد، بأنه كان محبا لقراءة القصص القصيرة وممارسة رياضة كرة القدم والبوكس والشيش ورفع الأثقال، بجانب الدفاع عنه في مختلف المشادات بالمدرسة، ودعمه نفسيا وماديا، لذلك قرر زيارة قبره باستمرار والتصدق على روحه الطاهرة.
"وصاني أني مزعلش بابا وماما واسمع كلامهم وأخد بالي منهم ومن بناته".. كانت تلك وصية العقيد عمرو عبدالمنعم الدائمة لشقيقه، بجانب حرصه على إخباره بأمواله التي خصصها لنجلتيه الكبرى 10أعوام والصغرى 7أعوام، لاسيما بعد الانفصال عن زوجته، متمنيا أن يكون مكانه بالفردوس الأعلى، موجها الشكر لوزارة الداخلية على الجنازة المهيبة وأصدقائه الذين تواجدوا منذ البداية بها.