زوجة المتوفي أثناء مرافقتها لعلاجها بالشرقية: "اتيتمت قبل عيالي"
لحظات صعبة عاشتها الزوجة الشابة "م. م. أ."، 30 سنة، بعدما رأت زوجها يحتضر أمام عينيها، أثناء مرافقته لها لعلاجها داخل إحدى العيادات بمركز الحسينية، في محافظة الشرقية، لتتسارع دقات قلبها، وتكاد أنفاسها تتقطع، كلما رأته يلفظ أنفاسه الأخيرة، وسارعت للاستغاثة بالطبيب، ولكنه أكد وفاته بمجرد انتهائه من الفحص، ليعلو صوتها بالبكاء، وكادت صرخاتها تصل عنان السماء.
"الزوجة المكلومة" رافقت جثة زوجها إلى المنزل، داخل إحدى السيارات، تمهيداً لتشييعه إلى مثواه الأخير، وامتزجت دموع عينيها بشريط ذكريات لسنوات طويلة عاشاها سوياً، وأحلام لأبنائهما كانا يتطلعان لتحقيقها معاً، بدايةً من تربيتهم تربيةً حسنةً وحتى إنهاء تعليمهم الجامعي وتزويجهم.
وسرعان ما توقفت السيارة أمام المنزل الذي جمعهما معاً، واستعد الأهالي لإدخال الجثمان إلى غرفته، فينقطع شريط ذكرياتها، لتدرك أنها ستكمل المسيرة بدون زوجها.
"ضهري انكسر واتيتمت قبل عيالي"، كلمات رددتها الزوجة الحزينة، التي أصيبت بحالة من الانهيار، فيما التف حولها عدد من السيدات متشحات بالسواد، داخل المنزل في قرية "3 بحر البقر"، لتقديم التعزية لها ومواساتها، وانهمرت بعض السيدات في البكاء، لم يقطع صوت بكائهن سوى آيات القرآن الكريم المنبعثة عبر أثير الراديو، ليرددن الدعاء للمتوفي بالرحمة والمغفرة.
"احنا أسرة بسيطة الحال، وزوجي أكرمني طول حياته.. على مدى 13 سنة زواج كان يعاملني معاملةً حسنةً، فكان الزوج والأب والأخ"، وتابعت وهي تنخرط في البكاء: "الموت قضاء وقدر، ونحن مؤمنون بقضاء الله وقدره.. ربنا يرحمه ويغفر له ذنوبه ويسكنه فسيح جناته".
"عاش محترم وتميز بحسن الخلق وكل الناس حزينة عليه.. ولله ما أعطى ولله ما أخذ.. وإنا لله وإنا إليه راجعون"، بتلك الكلمات بدأ "السيد أبو هاشم"، ابن عم المتوفي، حديثه معنا، وأضاف أن ابن عمه كان يعمل مساعد طباخ ويعول أسرته المكونة من الزوجة و3 أبناء، بنتين عمرهما 12 و4 سنوات، وولد في السادسة من العمر.
وأشار إلى أن ابن عمه "المتوفي" لم يكن مصاباً بأي أمراض، ولم يشكو من أي أعراض، وأثناء ذهابه مع زوجته لتوقيع الكشف الطبي عليها في إحدى العيادات بالقرية، كان يسير ويتحرك بشكل طبيعي، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة بشكل مفاجئ.
ومضى قائلاً: "مواقع التواصل تناقلت خبر الوفاة على نطاق واسع، ويمكن أن يكون ذلك سبباً في أن يدعو له الكثير من الناس بالرحمة والمغفرة، خاصةً أنه كان رجلاً صالحاً، ويتمز بدماثة الخلق".
وناشد أهالي القرية الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، ووكيل وزارة التضامن، محمد كمال الدين الحجاجي، ببحث حالة الأسرة وتقديم مساعدة عاجلة لها، خاصةً أن الأب الراحل ليس لديه معاش أو تأمينات، وكان يعمل باليومية، وأصبحت أسرته بلا دخل أو مورد رزق.
وقال الدكتور حمدي المسعودي، اخصائي الجراحة العامة بمستشفى فاقوس العام لـ"الوطن"، إن "رشدي أحمد أبو هاشم"، 35 سنة، حضر إلى العيادة برفقة زوجته، لتوقيع الكشف الطبي عليها، مستقلاً "توك توك" يقوده والد الزوج، وبمجرد دخولهما وجلوس الزوج على الكرسي، بينما كانت زوجته تقف بجواره، سقط على الأرض فجأة، وأشار الطبيب إلى أنه عندما خرج لفحص الزوج، وجد أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقد توقفت نبضات القلب والنفس، مؤكداً أن كل ذلك حدث في أقل من 3 دقائق.
وأضاف الطبيب إلى أن الزوجة أصيبت بحالة انهيار، وانخرطت في البكاء والصراخ، ولم يختلف الحال بالنسبة لوالده أيضاً، وهو رجل ستيني، كاد لا يصدق أن ابنه توفي في لحظات، ثم حاولا السيطرة على انهيارهما وأن يتماسكا قليلاً لاصطحاب المتوفي إلى المنزل.
وأشار الدكتور "المسعودي" إلى أن الزوج كان دائم الاهتمام بزوجته وأفراد عائلته، حيث كان يرافقهم إلى العيادة دائماً، لتوقيع الكشف عليهم إذا اشتكى أي منهم من أي أعراض مرضية تتعلق بتخصصه، مضيفاً أن المتوفي كان حسن السمعة، ويتصف بدماثة الخلق، الأمر الذي تسبب في حالة من الحزن الشديد بين العديد من الأهالي، عندما سمعوا بوفاته.
وأثارت وفاة "الزوج" حالة من الحزن بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تداولوا مقطع فيديو يوثق الواقعة، وانهالت التعليقات التي تضمنت عبارات الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الله فسيح جناته، ويلهم أسرته الصبر والسلوان، كما تداولوا منشورات عن موت الفجأة وضرورة أخذ العبرة، وأن يستعد كل إنسان للموت بالأعمال الحسنة والتقرب إلى الله، حتى يكتب له الله حسن الخاتمة.
https://web.facebook.com/100006139471808/videos/2671453106402646/?extid=mv2Q6ZVzIk9lygoa