وزير السياحة: 19 مارس أسوأ أيام حياتي.. ودخل الآثار وصل لـ"صفر" (حوار)
"العناني": فنجان قهوة أعاد السياحة التشيكية لمصر
خالد العناني وزير الآثار
قال الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، إنّ أزمة كورونا الأخيرة كان لها أثر سيئ على قطاع السياحة والآثار بشكل كبير، موضحا أنّ 19 مارس من أسوأ الأيام على القطاعين.
وأضاف "العناني"، في حواره لـ"الوطن"، أنّ دخل الآثار قبل كورونا كان 100 مليون جنيه، وبعدها أصبح "صفر"، لافتا إلى أنّ قرار فرض تحليل pcr على زائري مصر، أثر بالسلب على عدد السائحين، لينخفض إجمالي الزوار بنسبة 60%، لكنه زاد ثقة السائحين في المنتج المصري، وإلى نص الحوار..
حدثنا عما تم منذ غلق المواقع الأثرية وتوقف حركة السياحة في مارس الماضي؟
19 مارس يوم من أسوأ أيام حياتي، مع قرار إغلاق المتاحف ووقف الطيران والسياحة، وحتى البعثات الأثرية العاملة في مصر سواء الأجنبية أو المصرية، توقفت تدريجيا وتوقف الدخل تمامًا للآثار، وبعد أن كان دخل الآثار 100 مليون جنيه شهريا من تذاكر المواقع الأثرية، و9 ملايين جنيه من المعارض الخارجية، أصبح دخلي صفرا، ما أثر بشكل كبير على كل مشروعات الآثار.
وحين عادت حركة السياحة حرصنا على تنفيذ الإجراءات والضوابط بحزم، ما ينعكس على قطاع السياحة، ويعطي لنا ثقلا كوجهة سياحية مفضلة، كما أصدرنا قرارات صارمة بإغلاق فوري للمنشآت التي يثبت تهاونها في اتخاذ الإجراءات الاحترازية، ووجّهنا بإغلاق فوري فور اكتشاف أي إصابة، لأن التأثير لن يكون على المنشأة فقط، لكن على قطاع السياحة ككل، ويوما بعد يوم نجري تعديلات جديدة على ضوابط عودة السياحة، ونعقد اجتماعات كثيرة مع عدد من جهات الدولة، وكان رد فعله عدد غير متوقع للسياح فور فتح باب عودة السياعة، بلغ من 6 إلى 7 آلاف سائح في اليوم.
هل ترى أنّ قرار إلزام القادمين إلى مصر بإجراء تحليل pcr أثر على حركة السياحة بالسلب أم بالإيجاب؟
تحليل pcr قلل الأعداد، إذ يمثل عبئا على بعض السائحين، بينما يفضل البعض الآخر عمله في بلده، ونوع ثالث لا يفضل عمله من الأساس، لذا أثر على حركة السياحة القادمة وانخفضت الأعداد من 6600 في الأول من أغسطس إلى 2400 في الأول من سبتمبر، وذلك بنسبة 60% انخفاض.
وبعد حالة الاطمئنان التي نتجت عن الإجراءات المتبعة للتسهيل على السائحين، من وجود خيمة مخصصة في المطارات، وأماكن مخصصة للدفع والالتزام بالإجراءات الاحترازية، بدأ الخط البياني في الارتفاع، وسجل أكثر من 3 آلاف سائح يوميا بإجمالي 330 ألف سائح منذ عودة السياحة في الأول من يوليو في البحر الأحمر وجنوب سيناء، وأصبح لدينا منتج ذو ثقة، وأمس عادت رحلات فرنسا، ويشهد هذا الأسبوع عودة السياحة التشيكية.
وبعض البلاد التي لم تفتح باب عودة طيرانها لمصر، يحرص مواطنوها على زيارة مصر من بلدان أخرى، وهو ما حدث مع ألمانيا، ونحن حريصون جدا، ولو ظهرت حالة واحدة مصابة في مصر كنا سنصبح حديث كل وسائل الإعلام العالمية، وهو ما لم يحدث بفضل الإجراءات المشددة التي نتبعها.
بمناسبة الحديث عن السياحة التشيكية، ما سبب خروج معرض "ملوك الشمس" للتشيك في الفترة الحالية؟
تلعب المعارض دورا مهما جدا في عودة السياحة، وهو ما حدث في افتتاح معرض الآثار المؤقت "ملوك الشمس" في العاصمة التشيكية براج في أغسطس الماضي، بحضور رئيس وزراء التشيك، فالمعرض الذي زاره 20 ألفاً في براغ، وحصلنا على 50% من إيراده، كان له دور مهم، فقبل افتتاح المعرض كان الحديث عن عودة السياحة من التشيك مستحيل، وبعد الافتتاح وفي حديث ودي مع رئيس الوزراء مع فنجان من القهوة، بدأ الأمر، حيث تحاورنا عن الوضع في مصر وكان قرار عودة السياحة التشيكية.
وماذا عن السياحة الداخلية هل من الممكن أن تكون بديلاً مضمونًا؟ وما الحوافز التي ستقدم لها؟
السياحة الداخلية هي التي حملت القطاع الفندقي مؤخرًا، وهناك 675 فندقًا حصلت على ترخيص حتى الآن، وبالفعل تم تخفيض الأسعار بشكل كبير للمصريين عن تلك الفترة التي كانت عليها في 2019، فالسائح المصري أصبح سعر ليلته أكثر من سعر ليلة الأجنبي، وبعض الرحلات تتكلف أقل من 500 دولار بالطيران، وربح الشركة المنظمة، لذا فالمصري أصبح أكثر إغراء من مثيله الأجنبي حاليا، لكن لدينا ضوابط يجب الالتزام بها، وبينها ألا يزيد إجمالي الإشغالات على 50% من طاقة الفندق.
أنا شخصيًا طلبت حجزًا في أحد الفنادق الذي صادف وكانت طاقته الاستيعابية مكتملة، وكان رد الفندق أنّ الوزير سيزيد على النسبة المقررة، فرفضت أن أخالف القرار، وهو ما يؤيدني فيه أصحاب المنشآت، لكن هناك قرارات أخرى مهمة، بينها السماح للمرة الأولى لشركات السياحة بنقل السائح المصري بأوتوبيسات لدعم السياحة الداخلية ودعم قطاع النقل السياحي الذي تضرر كثيرا.
وما أبرز المشروعات والبرامج التي ستعتمدها لفتح أسواق جديدة؟
قريبا سيتم اعتماد استراتيجية "الترفيه والثقافة" لدمج السياحة الثقافية مع السياحة الأثرية، لذلك تمت إقامة متحف الغردقة وشرم الشيخ لربط السواحل البحرية بالآثار المصرية، ولتطبيق الاستراتيجية تقوم الدولة حاليا برفع كفاءة الطرق بين محافظات الصعيد والمحافظات الساحلية، وتطوير المطارات، وسيتم إطلاق حملة ترويجية بعنوان "في كل شبر حكاية" خلال أكتوبر الحالي تحكي حكاية كل منطقة في مصر، وتؤكد أنّ تنوع مصر في تفردها، والشخصية المصرية ناتج اختلاف ثقافات متنوعة، فمصر تزخر بمناطق تجمع الأديان سانت كاترين، مجمع الأديان بالقاهرة والأقصر، وجار العمل على تنشيط السياحة الدينية "مصر المقدسة أو المباركة"، فمصر تتميز بآثار العائلة المقدسة إلى جانب الآثار المسيحية الفريدة التي لم تزرها العائلة المقدسة، مثل الدير الأحمر والأبيض بسوهاج، إلى جانب المناطق الدينية الإسلامية المميزة مثل الأزهر، إضافة إلى المعابد اليهودية.
وماذا عن افتتاح المتاحف الأثرية قريبًا؟
يوجد دعم قوي من القيادة السياسية للمشروعات الأثرية، ونتيجة لذلك سيتم افتتاح عدد من المشروعات الأثرية المهمة قريبًا، وجرى بالفعل الانتهاء منها، مثل متاحف المركبات الملكية ببولاق وشرم الشيخ، كفر الشيخ، الحضارة، والعاصمة، إلى جانب الانتهاء من تطوير متحف التحرير وميدان التحرير، وتكلفت تلك المتاحف مليارات الجنيهات، إذ تكلف متحف شرم الشيخ نحو 800 مليون جنيه، وكفر الشيخ نحو 45 مليون جنيه، فيما تكلف المتحف الكبير نحو مليار دولار، وستكون قاعة توت عنخ آمون بالمتحف أجمل قاعة في العالم.